التنمية الإجتماعية : الاهداف والمعوقات وكيف تطورت بعد اكتشاف النفط

التنمية الإجتماعية : الاهداف والمعوقات وكيف تطورت بعد اكتشاف النفط
التنمية الإجتماعية : الاهداف والمعوقات وكيف تطورت بعد اكتشاف النفط

تعريف التنمية الإجتماعية

تعرف التنمية بأنها عملية تطور وتقدم كلي او جزئي بشكل مستمر، ويرتبط مفهوم التنمية بالعديد من المجالات والتي يمكن اعتبارها ركن اساسي للتطور والنهوض بالدولة والمجتمع، تتعدد انواع التنمية لتشمل عدة مجالات تساهم في تطويرها والرقي بالمجتمع، توجد عدة مجالات واشكال للتنمية يمكن ان تمثل اقسام اساسية تتكامل فيما بينها حيث ان مخرجات مجال تنموي محدد قد يمثل مدخلات اساسية لمجال تنموي اخر.

وانواع التنمية تتمثل في عدد من الاشكال التي تساهم في التقدم والنهوض بالدولة والمجتمع، كالتنمية الاقتصادية، والتنمية السياسية والتنمية الإجتماعية والتنمية الثقافية وغيرها من المجالات المختلفة، التي تهتم جميعها وبشكل فردي او تكاملي لتحقيق اهداف رئيسية تتمثل في التطور والنمو في مختلف التوجهات التي تساهم في النهوض بالدولة والمجتمع، وايضا تحسين الوضع الإنساني والمعيشي داخل الدولة، وتوفير المتطلبات اللازمة لخدمة افراد المجتمع وتقديم الخدمات الضرورية التي يتطلبها المواطن داخل الدولة، وكذلك تساهم في استثمار امكانيات افراد المجتمع بما يضمن لهم تحسين الوضع المعيشي لهم.

ومن المجالات الهامة التي ترتبط بمفهوم التنمية، التنمية الإجتماعية والتي تأتي بعد المجال الاقتصادي الذي يتربع في قمة الهرم للمجالات التنموية المختلفة، وتعرف التنمية الإجتماعية على انها العمل المستمر في محاولة للنهوض وتحسين الوضع الإجتماعي والمعيشي لأفراد المجتمع. والسعي لتحقيق الرفاهية والتطور في المجال الإجتماعي وتوظيف الإمكانيات والكوادر واستثمار القدرات المتاحة بين افراد المجتمع، بما يضمن لهم حياة أفضل وازدهار في المجالات الإجتماعية داخل الدولة.

ومفهوم التنمية الإجتماعية لا يحمل تعريف معين وانما يمثل مفهوم شامل لكافة فروع المجال الإجتماعي التنموي، وتتلخص اهمية عملية التنمية في الجانب الإجتماعي لأن نجاح وتطور المجتمع مرهون بتحسن الوضع المعيشي والإجتماعي ورفاهية افراد المجتمع.

لو بحثنا في تعريف أقرب لمفهوم العملية التنموية الإجتماعية فيمكن ان نقول انها العملية التنموية التي يقوم به المجتمع والدور الذي يمثله إلى جانب دور الحكومة في العمل على تحقيق الرقي والرفاهية للمجتمع وتحسين الوضع الإجتماعي والإنساني، من خلال وضع الخطط التنموية لفروع المجال الإجتماعي والمجالات المتعلقة به، وتوظيف القدرات والإمكانيات المتوافرة في صفوف ابناء المجتمع من اجل النهوض بالمجتمع.

الأهداف العامة التنمية الإجتماعية

هنالك العديد من الاهداف الإستراتيجية العامة التي تسعى لها التنمية الإجتماعية تتمثل في تعزيز الدور الذي ينشد له مفهوم التنمية الإجتماعية، والعمل على لتحقيق هذه الاهداف يعتبر مسؤولية اجتماعية إلى جانب المسؤولية الحكومية في وضع الخطط والدراسات الضرورية ويمكن تلخيصها كما يلي:

  1. السعي المستمر لتلبية وتوفير الإحتياجات الضرورية لكافة افراد المجتمع، والذي يحقق للمجتمع التطور والرقي وتحسين الوضع المعيشي لهم.
  2. السعي الجاد لإحداث التغييرات الضرورية داخل الكيان الإجتماعي في الدولة.
  3. توظيف الكوادر والإمكانيات والطاقات المتاحة في صفوف ابناء المجتمع واستثمار قدراتهم في تطوير المجتمع والارتقاء به.
  4. التوزيع العادل للخدمات والموارد من اجل تحقيق توازن وعدالة اجتماعية بين افراد المجتمع.
  5. الارتقاء بالوضع الإجتماعي وتقييم سلوك الفرد وتحسين تقديم الخدمات الإجتماعية التي تقدمها الدولة لخدمة افراد المجتمع كالخدمات التعليمية والخدمات الصحية
  6. السرعة في حل النزاعات التي قد تحدث داخل المجتمع من خلال تقويم السلوك الإجتماعي وتحقيق العدالة الإجتماعية في صفوف كافة افراد المجتمع الواحد.

المعوقات التي تواجه التنمية الإجتماعية

هناك بعض الخيارات التي قد تعيق عملية التنمية الإجتماعية والتي تتسبب في التأخر في تحقيق الاهداف الاساسية التي تنشد لها عملية التنمية الإجتماعية، ويتم تمثيل هذه المعوقات في عدة اشكال فرعية من المجال الإجتماعي، وهي كما يلي :

  • المعوقات الإجتماعية :
    • العصبية والعنصرية والاستغلال والمكانة الاجتماعية.
  • المعوقات الثقافية :
    • الأمية والتخلف والجهل والعادات السيئة بين افراد ابناء المجتمع.
  • المعوقات النفسية :
    • وهي المعوقات التي تمثل امكانية تقبل الفرد للبرامج التنموية ومشاريع التنمية الإجتماعية في البيئة التي تحيطه ومدى تلائمه مع تلك المشاريع.
  • المعوقات التخطيطية :
    • وتتمثل في عدد من المعوقات المرتبطة بالتخطيط التنموي الإجتماعي ومنها ما يلي :
    • التفاوت الكبير في مختلف المجالات التنموية وسوء التنسيق في التعاون بين مجالات التنمية المتعددة.
    • عدم توفر الخبرة الكافية والمعرفة عند وضع خطط التنمية الإجتماعية.

خصائص عملية التنمية الإجتماعية

اجريت عدد من الدراسات والبحوث في مجال العلوم الاجتماعية وافادة تلك الدراسات تحديد ثلاث مقومات او عناصر رئيسية تتمثل في تعزيز مفهوم التنمية الاجتماعية وتهدف تلك العناصر إلى تحقيق نهوض في المجال الإجتماعي داخل الدولة، وتتمثل العناصر الثلاثة كما يلي :

  • احداث التغييرات البنائية :
    • وهي التغييرات الضرورية المستحدثة على المكونات الإجتماعية والتي تتم بشكل مستمر ومتسلسل حتى تمثل تغيير جذري بعد فتره زمنية طويلة وبشكل عام يقصد به التغيير في بنية ومكونات المجتمع داخل الدولة.
  • الدفعة القوية :
    • ويعني به توزيع الثروات والموارد بشكل عادل ومتوازن بين افراد المجتمع مما يساهم في تحقيق توازن بين افراد المجتمع وتحقيق العدالة الإجتماعية، ويتمثل هذا العنصر من خلال احداث تغييرات جذرية في المكون الإجتماعي.
    • يتمثل في تمكين كافة افراد المجتمع من ضمان الحصول على الخدمات الاساسية بشكل متوازن وعادل وبدون اي فوارق او تفضيل.
  • الاستراتيجية المناسبة :
    • تمثل نطاق عام يحدد السياسات التنموية للرقي والتطور والخروج من حالة الركود والتخلف الذي يعيشه المجتمع الى مرحلة التطور والنمو الذاتي.
    • وضع خطة بعيدة المدى لرسم المسار الصحيح الذي يسعى لتحقيق الاستقرار الداخلي للمجتمع.

التنمية الإجتماعية قديماً

كانت عملية التنمية في المجالات التنموية المختلفة في مرحلة ما قبل اكتشاف النفط تعيش حالة من التراجع والركود بسبب الازمات الاقتصادية التي عاشتها العديد من البلدان قديما، ولان الاقتصاد يمثل العمود الاساسي لبقية المجالات الاخرى، فقد تأثر المجال التنموي الاجتماعي بالتدهور الاقتصادي الذي عاشته البلاد آنذاك.

كان الاقتصاد للبلدان يعتمد بشكل اساسي على الموارد الاساسية في تلك الحقبة وسهلة الاستخراج كالزراعة والصيد والتصنيع الخفيف، وايضا عانى الاقتصاد بسبب عدم استغلال الموارد المتاحة بشكل منساب وضياع تلك الموارد بدون أدني فائدة، حتى وقت لاحق تأثرت جميع المجالات التنموية وتأخر النمو في المجالات المتنوعة اقتصادية وسياسية واجتماعية.

التنمية الإجتماعية بعد اكتشاف النفط

كانت الفترة المتزامنة مع اكتشاف النفط، تمثل ثورة تنموية في كافة المجالات، نتيجة النمو الاقتصادي الكبير الذي كان له دور وتأثير على عملية التنمية المستدامة والنمو الكبير في مختلف مجالات التنمية، وتأثرت التنمية الاجتماعية بالنمو الاقتصادي نتيجة توظيف العائد المالي الكبير من الاستخراج النفطي بداية السبعينات بشكل صحيح وايجابي في المجال الإجتماعي وخلق توازن وتناغم بين المجال الاقتصادي والاجتماعي وتحقيق العدالة الاجتماعية في توزيع الموارد وتحقيق فرص العمل بين افراد المجتمع، كل ذلك ساهم في تحسين الوضع المعيشي للمواطنين داخل الدولة.