السنة النبوية الفعلية واهميتها كونها احدى انواع السنة النبوية

السنة النبوية الفعلية واهميتها كونها احدى انواع السنة النبوية
السنة النبوية الفعلية واهميتها كونها احدى انواع السنة النبوية

مقدمة

تمثل السنة النبوية مصدر التشريع الثاني من مصادر الشريعة الإسلامية، وتعرف على انها كل ما صدر عن النبي ﷺ من قول او فعل او تقرير، ولها من أهمية كبيرة في تفسير وشرح احكام الشريعة الإسلامية بما يتوافق مع المصلحة، وحسب تعريف السنة النبوية فهي تنقسم الى ثلاثة اقسام، أولها السنة القولية وهي كل ما صدر عن النبي ﷺ من قول غير ما نُزل عليه من القرآن الكريم وتتمثل في الاحاديث النبوية الصحيحة، وثانياً السنة الفعلية وهي كل ما صدر عن النبي ﷺ من فعل سواء في امر ما او نهي عن فعل اخر وهو موضوع هذا المقال، وثالثاً السنة التقريرية وهي كل ما نقل عن النبي ﷺ من قول او فعل لم يصرح به او علم به النبي ولم يستنكره، وكل قسم لا يقل أهمية عن الاخر.

ماهي السنة الفعلية

تعرف السنة الفعلية على انها كل ما نقل عن النبي ﷺ من فعل في حياته او تصرف قام به للتأكيد على تشريع، سواء اكان ذلك بطلب منه او دون طلب، قال تعالى (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)[1]، ونجد إهتمام النبي ﷺ بهذا الامر في تأكيده على صحابته وطلب الاخذ بما يقوم به في جانب التشريع كما روي عن النبي ﷺ انه قال "صلوا كما رأيتموني أصلي"[2] وفي قوله "خذوا عني مناسككم"[3]. ونجد اهتمام الصحابة في الاخذ بما قام به النبي دون طلب منه كما نقل عنه الكثير من سيرته ﷺ.

أمثلة على السنن الفعلية

لا تقل السنة الفعلية أهمية عن السنة القولية في التشريع، حيث نجد العديد من الأمثلة على هذا المصدر التشريعي سواء اكانت سنن فعلية مستحبة منقولة عنه ﷺ او سنن فعلية مؤكدة، ومن الأمثلة على السنن الفعلية المستحبة ان النبي صلى اربعاً قبل الظهر واربعاً بعدها كما روي عن عائشة وام حبيبة رضي الله عنهما.

ومن السنن الفعلية المؤكدة ما واظب عليه النبي ﷺ من أفعال تشريعية سواء أكد عليها قولاً او لا، تكاد تدخل مرحلة الوجوب، وقد اكد المولى عز وجل على أهميتها في قوله تعالى (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[4]، ولكنها تضل سنة فمن قام بها فله الاجر ومن تركها فليس عليه ذنب، ويرى البعض من جمهور العلماء ان من قطعها فتسقط عنه العدالة، ومن الأمثلة على السنن الفعلية المؤكدة صلاة العيدين والكسوف وكذلك أداء العمرة وطواف الوداع، والاغتسال يوم الجمعة والعقيقة.

أنواع السنة الفعلية

يمكن تصنف السنة المعتمدة على أفعال النبي ﷺ إلى السنن الجبلية، وتمثل أفعال النبي بما تقتضيه مسائل البشر، كـ آداب الاكل والشرب والنوم وغيرها من لبس ومشي سواء أكد عليه النبي ام روي عنه.

والسنن التقربية التي قام بها النبي، والتي تختص في التشريع، كالصلاة والصوم والصدقة وغيرها كالسواك والطهارة والاذكار، والاصل في هذه السنن اتباعها كونها سنن مؤكدة في التشريع. ومن السنن الفعلية ما يختص في المعاملات، قال تعالى (قَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)[5]

الخاتمة

مما سبق نجد ان السنة النبوية قد تكون قولية او فعلية او تقريرية وقد ناقش هذا المقال السنن الفعلية وانواعها وامثلتها واهمية السنة الفعلية كمصدر تشريعي، حيث لا يقل أي شكل من اشكال السنة عن الاخر في التشريع والاهمية.

والسنن الفعلية منها المؤكدة والتي تختص في التشريع والعبادات، والجبلية والتي تتمثل في حياة الناس واخيراً هنالك نوع خاص من السنن الفعلية وهي تلك التي اختص بها النبي ﷺ دون غيره من البشر، ولا يجوز اتباعها لما لها من خصوصية فقط للنبي ﷺ، كـ الصيام المتواصل، والزواج بأكثر من أربع وغيرها من السنن كصلاة الضحى الموجبة على النبي ﷺ وكذلك قيام الليل.

المصادر

[1] سورة الحشر، الآية 7

[2] الراوي: مالك بن الحويرث، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 893، حكم المحدث: صحيح

[3] رواه أحمد ومسلم والنسائي وصححه الألباني في الجامع الصغير وزيادته برقم 9192 وفي صحيح الجامع برقم 5061

[4] سورة آل عمران، الآية 31

[5] سورة الأحزاب، الآية 21