العولمة : معنى العولمة الاقتصادية وبقية مجالات العولمة واهم اهدافها

العولمة :  معنى العولمة الاقتصادية وبقية مجالات العولمة واهم اهدافها
العولمة، معنى العولمة الاقتصادية وبقية مجالات العولمة واهم اهدافها

مقدمة

العولمة هي مصطلح جديد مرتبط بمفهوم جعل الشيء عالمي وتعني أيضا التوسع والانتشار عالميا او انه مصطلح يدل على العالمية وجعل شيء ما عالمياً.

ويشار بها إلى تحويل اي ظاهرة محلية سواء كانت اقتصادية او سياسية او اجتماعية او ثقافية، إلى المستوى العالمي، من خلال التواصل وتوحيد الجهود عالميا بين الدول، وكذلك تعزيز الروابط بين الشعوب على المستوى العالمي.

والعولمة تمثل ظاهرة عالمية تهدف إلى تعزيز مسألة التكامل بين مختلف المجالات الاقتصادية والإجتماعية والثقافية وغيرها، وكذلك الربط بين تلك القطاعات المختلفة سواء المحلية والعالمية.

وفي تعريف صندوق النقد الدولي لمفهوم العولمة:

على أنها تعاون اقتصادي تنموي يشمل دول العالم اجمع، ويوثق عن طريق زيادة حجم التبادل التجاري للسلع والخدمات المختلفة وتنوعها عبر الحدود المرسومة، إضافة إلى ازدياد التدفق الكبير لرؤوس الأموال بين تلك الدول حول العالم.

بداية ونشأة العولمة

كانت بداية النشأة التاريخية لمفهوم العولمة مرتبط بمجالين وهما الاقتصادي والسياسي، حيث ان العولمة نشأت عند بداية تطور مفهوم الرأس المالية العالمية وازدياد الحركة التجارية التي ساعدتَ في تحول الاقتصاد المحلي إلى المستوى العالمي والحد من العزلة الاقتصادية في العديد من الدول.

ولكن الظهور الحقيقي لمفهوم العولمة كان نهاية القرن السادس عشر، في مناطق اوروبا الغربية التي ساعد وجود الشركات المتعددة القوميات فيها.

بعد ذلك كان للثورة الصناعية أثر كبير في ظهور مفهوم العولمة، حيث سيطرت الشركات الصناعية على اغلب الموارد في العالم، كذلك كان للنمو التجاري والتطور الاقتصادي في العالم أثر كبير على تجلي ظاهرة العولمة.

أهداف العولمة

يوجد العديد من الأهداف العامة للعولمة، نذكر منها مايلي:

  1. بناء سوق عالمي مفتوح، بدون أي حواجز او قيود او فواصل جمركية.
  2. جعل العالم دولة قرية واحدة متحدة ومتكاملة من حيث المصالح والمنفعة المشتركة
  3. التوجه نحو ايجاد لغة موحدة للعالم.
  4. الوحدة الإنسانية والتخلي عن جميع الفوارق الطبقية والعنصرية.

مجالات العولمة

يختلف مفهوم العولمة حسب المجالات المختلفة التي يقصد بها، حيث تشمل مايلي:

  • العولمة الاقتصادية
    وباختصار هي التعاون الاقتصادي لجميع دول العالم
  • العولمة السياسية
    الهيمنة وفرض سياسات عالمية من قبل الدول الأقوى على النامية
  • العولمة الثقافية
    مفهوم شامل يغطي معظم جوانب النشاط الإنساني
  • العولمة الإعلامية
    سيادة مفاهيم وقيم الدول القوية عبر وسائل الإعلام العالمية

العولمة الاقتصادية وأهدافها

وهنا يقصد بالعولمة التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين دول العالم.

مثل المجال الاقتصادي الدافع الأول لظهور مفهوم العولمة والانتقال من النطاق الصغير والمحدود إلى نطاق اوسع وأكبر يخلق فرصة لنمو اقتصادي كبير.

وساهمت العولمة في تبادل المنتجات والخدمات التجارية ورؤوس الاموال بين دول العالم المختلفة مما ادى إلى زيادة الطلب والعرض على تلك العناصر التجارية (منتجات - خدمات).

تم تأسيس منظمة التجارة العالمية، كجهة مستقلة مسؤولة عن إدارة والإشراف على الاقتصاد العالمي، فقد كان لابد من فرض قوانين وسياسات تنظم عملية التبادل التجاري حول العالم.

ومن الأهداف العامة التي عنت بها العولمة الاقتصادية :

  1. العمل على تحقيق نمو اقتصادي في المجال العالمي والمحلي
  2. تحسين المستوى المعيشي للمجتمعات من خلال خلق فرص عمل ساهمت في تحقيق رفاهية المجتمع
  3. كسر جميع الحواجز التي اعاقت التبادل التجاري بين الدول والحصول على السلع الضرورية في العام اجمع.
  4. شجعت اصحاب رؤوس الأموال والشركات الاستثمارية في إنشاء العديد من المشاريع التجارية مما ساعد في تحقيق نمو اقتصادي على الصعيد المحلي والدولي.
  5. خلق بيئة تنافسية عادلة بين الشركات حول العالم وكسر الاحتكار من خلال توفير البدائل الكثيرة.

العولمة السياسية وأهدافها

يقصد بها تبادل الأفكار والتجارب السياسية بين الدول وكسر الاستبداد السياسي الداخلي والإشراف على تطبيق مبادى حقوق الإنسان وتنظيم العلاقات الدولية وضمان الاستقلال من اي هيمنة خارجية.

في فترة سابقة عانت العديد من المجتمعات من استبداد وظلم داخلي بسبب حكوماتها المستبدة وفرض سياسات ظالمة ضد حقوق الإنسان والحريات ونهب موارد الدولة.

نتيجة ذلك كان باب المسؤولية وما تقتضيه الظروف، ضرورة ايجاد نظام عالمي يضمن لتلك الشعوب حريتها وفرض عقوبات على تلك الأنظمة الاستبدادية،

تم تكوين عدد من المنظمات العالمية المسؤولة عن وضع القرارات وتطبيقها ومراقبة الوضع السياسي في العالم اجمع، من اجل تحقيق العدالة الدولية وتحقيق مبادئ الترابط والتعاون الدولي.

العولمة الثقافية وأهدافها

ارتبط مفهوم العولمة الثقافية بعدة انماط ويتعلق بمجالات عدة اهمها التركيز على مبادى حقوق الإنسان والمرأة والطفل والتراث، والانتقال بها من المستوى المحلي إلى العالمي.

ظهر مفهوم العولمة الثقافية ليعزز عملية التبادل الثقافي بين الدول كاللغة والعادات والتاريخ والمعرفة والعلوم والسلوك الإجتماعي.

كان للعولمة دور كبير في المجال الثقافي من خلال:

  • حفظ التاريخ والتراث والادب وحمايتها من الضياع
  • التبادل الثقافي والمعرفي ساهم في تطوير العلم
  • ارتبط هذا المجال بالمجالات الاخرى كونه يمثل ركن اساسي لترسيخ العلاقة والتواصل بين دول العالم.

الجوانب الإيجابية للعولمة

  1. النمو الاقتصادي السريع المحلي والعالمي.
  2. تحسين الوضع المعيشي للشعوب حول العالم من خلال توفير فرص عمل متعددة
  3. خلق بيئة تنافسية عادلة
  4. توفير بدائل وكسر الاحتكار
  5. انخفاض نسبة الفقر حول العالم
  6. تحسين التبادل التجاري وتسهيل حركة التجارة العالمية
  7. تحسين عملية التنمية المستدامة وتطوير البنية التحتية والنهوض بالدولة والمجتمع
  8. إلغاء الحدود والقيود بين دول العالم، وتحسين العلاقات الدولية

الجوانب السلبية للعولمة والحلول المناسبة

  1. انهيار اقتصاد بعض الدول النامية نتيجة التطور المهول في الجانب الصناعي والخدمي للدول المتقدمة.
  2. انخفاض قيمة العملة المحلية مقارنة بالأجنبية للدول الغير صناعية.
  3. صعوبة المنافسة في الدول النامية مع الدول المتقدمة مما يسبب ركود اقتصادي للدولة.
  4. الهيمنة الخارجية على قرارات وسياسات بعض الدول.
  5. طمس الهوية الوطنية والثقافية والتاريخية من خلال فرض السياسات لا تخدم الشعوب في الدول النامية

من الحلول المقترحة التي تقلل من تأثير سلبيات العولمة في المجالات المختلفة، مايلي:

  • محاربة المشاكل المترتبة عن الهيمنة الدولية على الاقتصاد العالمي من خلال نشر الوعي بأهمية دعم المنتجات المحلية.
  • تشجيع الاستثمار ودعم الإنتاج المحلي ونشر الوعي بأهمية دعم المنتجات والصناعات المحلية.
  • الحفاظ على الثقافة والهوية الوطنية والتاريخية من خلال التوعية المستمرة وتدريسها في المناهج التعليمية، والذي يساهم في خلق جيل متمسك بتاريخه وهويته وثقافته رغم المغريات التي قد يصادفها.
  • السعي نحو الاستقلال السياسي والخروج من الهيمنة الخارجية على قرارات الدولة.
  • الحفاظ على استقرار سعر الصرف للعملة الأجنبية، ودعم العملة المحلية.

العمليات الأساسية للعولمة

يرى العديد من الباحثين في هذا المجال انه توجد أربع عمليات اساسية متتالية للعولمة وهي كالتالي:

  • المنافسة بين القوى العظمى
  • التطور التكنولوجي
  • الإنتاج والتبادل العالمي
  • التحديث

المؤثرات الاقتصادية للعولمة

  • نمو وتطور الاستثمار العالمي وحركة التجارة
  • انفتاح الأنظمة المالية العالمية
  • تحالف الشركات العالمية
  • القدرة التنافسية

نتائج العولمة

كان لظهور مفهوم العولمة بشكل واسع في المجتمعات والدول على مستوى العالم عدة نتائج، نذكر منها:

  • الانتشار الواسع على مستوى العديد من الدول التي لم ترغب بهذا المفهوم.
  • ازدياد الخيارات المتنوعة للمنتجات والخدمات المتبادلة بين الدول عالميا.
  • تفاعل المجتمع بشكل كبير مع العالم الخارجي
  • التبادل المعلوماتي الرقمي أصبح العنصر المسيطر على العلاقات الدولية.