تأثير القصة القصيرة على الأطفال تربوياً واجتماعياً وعلى المستوى الفني

تأثير القصة القصيرة على الأطفال تربوياً واجتماعياً وعلى المستوى الفني
تأثير القصة القصيرة على الأطفال تربوياً واجتماعياً وعلى المستوى الفني

التأثير النفسي على الأطفال

تساهم القصة القصيرة في التأثير النفسي للطفل كونها تتعامل مع المشاعر والأحاسيس الداخلية للطفل وتسعى لخلق نظرة إيجابية للحياة، كما أنها تساهم في تهدئة النفس والتغلب على الضغوطات والشدائد التي تواجه الطفل في تلك المرحلة، كما أنها بناء الشخصية والتعامل مع الآخرين، من خلال التعبير عن التعاطف والامتنان كذلك المشاركة والتعاون واحترام الآخرين، كذلك تحفيز الطفل في التعاون والمشاركة وتقبل الإختلاف والإنصاف في التعامل مع الآخرين، كذلك خلق الصفات الحميدة في الصدق والوفاء والكرم والإخلاص وغيرها من الصفات التي تبني شخصية جيدة.

وقد أجريت الدارسة على عدد من معلمي اللغة العربية في المراحل الدراسية المختلفة من عدة مدارس بشكل عشوائي، للنظر في مدى التأثير النفسي للقصة على الطالب، وذلك من خلال عدد من الأسئلة التي تساهم في التعرف على مدى التأثير النفسي للقصة والتعرف على مهارات التخيل للطالب، ولذلك فإن للقصة أثر كبير في نفسية الطالب خاصة في المراحل المبكرة.

حيث تمثل القصة أهمية كبرى في حياة الطفل لما فيها من تأثير في نفوسهم من حيث كونها وسيلة تعليمية مهمه، وكما أنها تعمل على ترسيخ المبادئ الدينية والأخلاقية والإجتماعية في نفس الطفل، وتؤثر أيضا في العواطف والإنفعالات داخله، وتفاعله مع البيئة المحيطة به.

كذلك تساهم القصة في تنمية العديد من الجوانب الحسية والعقلية لدى الطفل، لما فيها من تأثير يجعل الطفل ينسجم ويعيش مع القصة أحداثها ومحاورها والارتباط بشخصيات القصة والتأثر بها، فلذلك فهي تعمل على نقله من حدود الواقع إلى عالم الخيال الواسع.[1]

وتتمثل أهمية القصة لدى الطفل فيما يلي:

  • تمنح الطالب القدرة على تصوير الحوارات والأحداث بشكل ادق في مخيلته، ذلك ما يساهم في تنمية خيال الطفل.
  • تمنح الطفل الخبرة في التمييز بين الخير والشر والصواب من الخطأ.
  • تساهم في تسهيل المفاهيم والأحداث وتقريبها لذهن الطالب عبر الصور.
  • تمثل مصدر هام يعلم الطالب القيم الحميدة والعادات السليمة.
  • تمنح الطفل القدرة على التذوق الفني وتنمي المهارات اللغوية لديه وحب المطالعة.
  • تساهم في النمو الإجتماعي للطالب.
  • مصدر ثقافي ومعرفي للطالب في حياته العلمية والعملية.
  • تساهم في بناء وتأسيس شخصية الطالب.
  • تعطي الطالب حلول لعديد من المشكلات التي قد يواجها في حياته.

التأثير التربوي على الأطفال

تمثل القصة أثر كبير في تأسيس وبناء الشخصية من مختلف النواحي، النفسية والإجتماعية والتربوية، ولذلك فقد جرى توظيف القصص كأحد الأساليب التربوي للطالب في مراحله الأولى لما لها من تأثير على شخصيته بشكل إيجابي.

ومن خلال هذا المقال نجد أن للقصة تأثير كبير في تربية الطالب، كونه يتفاعل معها بشكل كبير وتؤثر في بناء شخصيته، ولذلك نجد أيضا أن القرآن الكريم قد احتوى على عديد من القصص التي تقدم نموذجا متكامل وقيم من التعليم والتهذيب والتربية الخلقية للإنسان بمختلف مراحله، كونها تلامس مشاعره واحاسيسه وتكشف عن نقاط القوة والضعف في شخصيته.

في العادة نجد أن القصة لها تأثير قوي على شخصيته الطفل بشكل خاص، حيث نلاحظ أن الطفل قد يرتبط بأحداث القصة من زمان ومكان ويتأثر بشكل كبير بشخصياتها، كما أن التأثير يعتمد على اللغة في القصة والحوارات والصور وغيرها، بشكل قد يؤثر على الأفكار والمعتقات والتصرفات الخاصة بهم، ولذلك فمن الضروري أن تراعي القصة الجوانب التربوية بشكل دقيق حتى لا ينتج عن ذلك أي تأثير سلبي على الطالب.

والدليل على ذلك نجده في إستعمال السرد القصصي في القران الكريم والسنة النبوية، ذلك ما يؤكد على كونها أحد الأساليب التربوية الهامة في بناء وتنمية شخصية الإنسان.

أيضا نجد أن القصص تمثل تجارب خبرات مختلطة بالمشاعر والأحاسيس لتمثل الأحداث التي مر بها الإنسان في حياته، كذلك أنها تساند الطالب في التعلم وتحسين السلوك الأخلاقي لديه.

ونجد أن القصة تحتل مكانه هامة لدى الطالب خاصة في المراحل المتقدمة، أكثر من الأدبيات الأخرى، كونها تشمل جوانب قوة تأثيرية إلى جانب المتعة التي تساهم في انسجام الطالب مع موضوعها وأحداثها وشخصياتها، كما أن القصة تمثل هدف تربوي هام إلى جانب كونها وسيلة ثقافية هامة وأكثر تأثير على نفس وسلوكه الإجتماعي.[2]

التأثير الإجتماعي على الأطفال

تساهم القصة في التأثير الإجتماعي من خلال الأساليب التي تعمل على تغيير سلوكيات الطالب من أجل تلبية المتطلبات الإجتماعية له، ولذلك فإن التأثير الإجتماعي قد يتخذ العديد من الأشكال التي تظهر من خلال التوافق والتنشئة الإجتماعية وغيرها.

كما أن التأثير الإجتماعي للقصة ناتج عن التغيير في المواقف والسلوكيات نتيجة الإرتباط بالأحداث والشخصيات في القصة والتحفيز على سلوك إجتماعي معين، ومن التأثيرات الإجتماعية نجد ذلك في الأشكال التالية:

  • الامتثال، من خلال التوافق على أمر بخلاف الآراء الداخلية للطالب.
  • الهوية، وذلك من خلال تأثر الطالب بـ شخصيات القصة والارتباط بها.
  • الإستيعاب، تقبل الطالب للمعتقدات والسلوكيات الواردة في القصة.

ويتضح أن القصة تشمل تأثير إجتماعي على الطالب من خلال ترسيخ القيم والمبادئ النبيلة والفاضلة التي تنمي شخصيته الإجتماعية المتكاملة، فمن خلال موضوع القصة وأحداثها والحوارات الواردة فيها، نجدها قد تركز على أهداف إجتماعية تساهم في تعزيز القيم الحميدة للطفل وشعوره بالإنتماء للمجتمع، وكذلك تنمية العادات الإجتماعية الآخر كـ الكرم والتعاون وحب الخير والتضحية والوفاء وغيرها، وكذلك مهارات التواصل مع الآخرين.[3]

التأثير الفني على الأطفال

يمثل التأثير الفني للقصة القصيرة على الطفل من خلال التأثير على الحالة النفسية لديه بشكل يبرز العواطف والمشاعر لديه والتعبير عن تلك الحالة من خلال تعزيز الجوانب الفنية لدى الطفل كـ الموسيقى والشعر والرسم والأعمال الفنية والأدبية الآخرى، ما يجعل التأثير الفني للقصة قيمة كبيرة لدى الطفل في إبراز مواهبه وتمثيلها في عدة نماذج فنية.[4]

حيث أن تأثير القصة على الطفل يلامس العقل والوجدان معاً، ذلك التأثير ناتج عن تعلق الطفل بعناصر القصة من شخصياتها التي عادة ما تمثل العنصر الأكثر تأثيراً على الطفل، وكذلك الزمان والمكان الذي يجعل الطفل يعيش في خيال تلك العناصر.

يمكن للتأثير الفني للقصة على الطفل في مساعدته على الإسترخاء والشعور بالراحة النفسية من خلال إرتباط مشاعره مع أحداث القصة، والإبتعاد عن التوتر والقلق الذي قد يسيطر، ويعزز الروابط الإجتماعية للطفل مع البيئة الإجتماعية المحيطة به.

كما تساهم الجوانب الفنية للقصة في تعزيز التركيز للطفل مع أحداث القصة ومحاورها والإستفادة من النتائج التي تسعى لتحقيقها والإقتناع بها، كون التأثير الفني هو أكثر ما يجذب الطفل ويجعله يعيش مع شخصيات القصة وأحداثها.

المصادر

[1] فوائد القصص وأثرها في دنيا الطفل، 2016م، المرجع الإلكتروني للمعلوماتية

[2] مقال في التربية والتعليم: القصة وأثرها في تعديل السلوك (01)، موقع إسهامات

[3] معراج أحمد معراج الندوي، القصة ودورها في بناء مستقبل الأطفال، 2019م، مجلة الكلمة العدد 143

[4] ستيفن ديفيس، التعبير الفني، 2021، rep.routledge