وسائل الإتصال المطبوعة الصحف والنشرات متى وكيف بدأت

وسائل الإتصال المطبوعة الصحف والنشرات متى وكيف بدأت

الخبر المنسوخ

قديما ظهر ما سمي بـ الخبر المنسوخ او الصحافة المنسوخة ، حيث كان يتم نسخ الأخبار والاعلانات على اوراق منفصلة وتصدر بشكل غير منتظم ، واستمر العمل على الصحف المنسوخة لفتره طويلة حتى بعد ظهور الصحف المطبوعة وذلك لان تكلفة انتاج الأخبار المطبوعة كان باهض ، وكذلك فقد كان بعض الفئات من الناس تفضل الاخبار المنسوخة مثل النبلاء واصحاب النفوذ حيث يرون ان الاخبار المنسوخة تأتي مخصصة لهم ، بعكس الاخبار المطبوعة التي اصبحت في متناول عامة الناس ، وذلك بسبب رخصها وقلة اهميتها. كذلك يرى الكثير ان الاخبار المنسوخة أكثر ثقة من غيرها ، فالمطبوعات كانت خاضعة للرقابة المشددة من السلطات العلياء ، وانتشار المطابع بشكل كبير .

النشرات الإخبارية

ظهرت النشرات الاخبارية في مرحلة سابقة لظهور الصحف المنتظمة ، ويختلف مفهوم النشرات الاخبارية عن الصحافة لإنها لم تكن منتظمة في الاصدار وبسبب تغير اسماءها ، وتميزت النشرات الاخبارية كونها الاساس الذي مهد لظهور المفهوم الجديد للصحافة.

وقد احتوت تلك النشرات في صفحاتها الاحداث المهمة بشكل دوري شهري او سنوي ، ويختلف اصدار النشرات الاخبارية حيث وجدت سنوية ونصف سنوية وشهرية واسبوعية ، وكانت ايضا تصدر بطلب من الحكام للاطلاع على الاحداث بشكل مستمر ، وكذلك من اجل نشر الاخبار الخاصة بالطبقة الحاكمة في تلك المرحلة ، وقد تمثل ظهور ونشأة النشرات الاخبارية في إنجلترا وأمريكا وفرنسا ، ومثلت النشرات في الاساس لظهور الصحافة الحديثة.

الصحافة في إنجلترا

في بدايات ظهور الطباعة ، فقد مثلت احد المهن الخطرة في إنجلترا ، وذلك كان سبب في تأخر ظهورها وتطورها إلى مرحلة متأخرة من انتشارها في مختلف انحاء اروبا ، حيث كان إنشاء اول مطبعة في إنجلترا في مدينة ويست منستر 1476م بواسطة وليم كاستون والذي يعد اول طابع في انجلترا ، وقد تم طباعة ما يقارب من مئة كتاب ، والذي يمثل رقم كبير في تلك الفترة ، واستمرت الطباعة تعاني من العديد من المعوقات التي ادت الى تأخر ظهورها ، حيث تم إصدار قرار ينص على إلزام المطابع بالحصول على تراخيص تسمح لهم بالعمل في هذا المجال ، وكما تم إغلاق العديد من المطابع وألقي بالسجن عدد من العاملين فيها ، وقد مثلت الطباعة الغير خاضعة للرقابة الحكومية بانها جريمة تعاقب عليها القوانين الإنجليزية.

تطور المطابع

عانت الطباعة من عدة معوقات كادت تقضي على هذا المفهوم ، ولكن بالرغم من ذلك فقد عمل العديد من العاملين في هذا المجال واصحاب المطابع في ترسيخ اساسات الطباعة في انجلترا ونشرها في كافة انحاء البلاد بشكل سري ، حتى انتصار الملك هنري السابع في صراعه مع الكنسية ، الذي كان له دور في اعلان تلك المطابع بشكل رسمي والعمل في هذا المجال وتطوره دون قلق كونه أصبح مباح وتم انشاء عدد من المطابع والتي كانت البادرة الاساسية لظهور الصحافة الجديدة المطبوعة.

ظهور الصحف

تعد صحيفة The Coronet Out of Italy, Germany, &C اول الصحف المطبوعة التي ظهرت في انجلترا بداية ظهور الصحافة المطبوعة ، وقد كانت تلك الصحيفة انها انجليزيه اللغة وليس الهوية ، حيث كانت تصدر في هولندا – أمستردام ، حيث كانت تعرف بالكتاب الإخباري الاول المنتظم الصدور في إنجلترا ، وهي النسخة الإنجليزية المترجمة من النسخة الهولندية الصادرة في أمستردام آنذاك ، حيث صاحب ظهور هذه الصحيفة من عدة قيود ومعوقات فرضتها سياسة الحكم في إنجلترا ، كونها صحيفة غير خاضعة للرقابة الملكية في إنجلترا ، وكان يتم نشرها بشكل سري ظهور الاخبار المطبوعة في إنجلترا في العام 1621م مثل اخبارنا الاسبوعية التي اصدرت بواسطة ناتانيل باتر ومن معه ، والتي مثلت في ثلاثة وعشرين إصدار من الكتب الإخبارية وتم توزيع ما يقارب من خمسمئة نسخة لكل واحد منها.

الصحافة والحرب الأهلية

كان للحرب الأهلية الإنجليزية تأثير سلبي ومفاجئ على التطور الواعد للصحافة في تلك الفترة ، بحيث ان اندلاع الحرب الاهلية ادت إلى إعادة فرض القيود السابقة على الصحافة ، وقضت على الازدهار الذي كانت تمر به الصحافة في إنجلترا ، حيث كان يوزع في لندن فقط ما يقارب من الستة آلاف نسخة مطبوعة للعديد من الصحف والتي بلغت نحو العشر.

وقد وجه جون ملتون دعواه الشهيرة في حرية الصحافة للبرلمان حيث قال " امنحني الحرية ان اعرف واعبر واناقش بكامل الحرية والوعي ، حيث ان هذه الحرية هي القائمة فوق كل الحريات " ، ليؤكد بذلك ان النظام المطبق بفرض التراخيص على الطباعة يعيق الوصول إلى الحقيقة التي تمثل أحد الحقوق الشرعية للمواطن الإنجليزي.

كما ان تلك الفترة كان لها نتائج إيجابية على الصحافة حيث تم إلغاء المحكمة الخاصة بالصحافة ، حيث بدأت الصحف تساهم في نشر الوعي العام وحل النزاعات ومناقشة القضايا السياسية التي مرت بها البلاد في فترة الحرب الأهلية ، وذلك ما شجع في ظهور العديد من الصحف البرلمانية ، ومثلت الصحافة سلاح هام في تلك المرحلة.

يرجح الكثير ان الصحافة ازدهرت بشكل أكبر في مرحلة الحرب الأهلية ، ويعود ذلك لما يلي :

  • تم استخدام الصحافة على نطاق أكبر وذلك للدور الذي مثلته في كسب التأييد الشعبي لطرفي النزاع المتمثلان في الملكيون والجمهوريون.
  • انتشار حرية الصحافة والنشر بعد إلغاء محكمة الصحافة ، وظهور عدد من المطابع والعاملين في هذا المجال ، مما ادى إلى ازدهار الصحافة وظهور الكثير من الصحف.
  • الإقبال الكبير على الصحف في تلك الفترة ، وذلك من اجل التعرف على مستجدات الصراع الحاصل والاخبار اليومية المختلفة الدائرة حول ذلك الموضوع.

الصحافة وعودة الملكية

بعد سيطرة الجمهوريون عانى الشعب الإنجليزي من ضغوط عديدة وكبت أدى إلى ظهور دعوات واحتجاجات تطالب بعودة النظام الملكي ، حتى تم إعادة الملك شارل الثاني للحكم في العام 1660م ، ولكن تلك العودة لم تكن في صالح الطباعة والصحافة ، وسرعان ما عمل البرلمان على إعادة فرض العديد من القوانين التي تجرم هذا المجال والعمل فيه ، والذي اعتبره البعض تقييدا للحريات ، حيث تم اعادة فرض قانون الترخيص والرقابة على الطباعة الخاضعة لعدد من القوانين التي تدير هذه العملية ومحتوى النشر.

كما تم تقليص عدد المطابع العاملة في هذا المجال والتي اصبحت تمثل عشرين مطبعة ، وتقليص عدد النسخ الموزعة وتم ايقاف عدد من الصحف. كل ذلك كان بدافع إعادة ترسيخ نظام الحكم الملكي مجددا في جميع انحاء إنجلترا.

كل تلك الإجراءات المفروضة بعد عودة النظام الملكي مجددا ، كانت سببا في توجه اصحاب المطابع والعاملين في هذا المجال إلى اتخاذ بدائل اخرى من اجل الاستمرار ، وذلك كما يلي :

  • إعادة إصدار الأخبار المنسوخة ، كونها لم تكن خاضعة للرقابة المفروضة على المطبوعات ، وبالرغم من انها لم تكن بمثابة الأخبار المطبوعة في انتشارها بين الناس كونها باهظة الثمن.
  • العمل على طرق طباعة جديدة في التحايل على الرقابة ، مثل العمل على نشر المطبوعات بطريقة تبين انها اخبار منسوخة يدويا للخروج من دائرة الرقابة المفروضة.

الصحافة الحزبية

بعد عودة النظام الملكي للحكم في إنجلترا ، ادى ذلك إلى ظهور اول الاحزاب السياسية في تاريخ الدولة الناتجة عن خلافات في فترة الحرب الأهلية ، وهما حزب التورى الذي مثل المحافظين من اتباع الكنيسة وأنصار الملك المخلوع وكان اعضاء هذا الحزب البعض من اعيان الريف وقد مثل هذا الحزب بالحزب الحاكم ولذلك فقد استغل قانون الترخيص للطباعة في ملاحقة وتضييق الحصار على الحزب الاخر والذي عرف بـ حزب الهويج والذي تمثل في فئة من المعارضين ضد الكنيسة الاسقفية من التجار وسكان المدن ، وهو ما تمثل بحزب المعارضة.

الصحف اليومية

بعد عودة النظام الملكي للحكم مرة اخرى ، فقد تطورت الصحافة لتصل إلى المعنى الحديث لها ، وقد تم اصدار البعض من الصحف اليومية واولها كانت صحيفة أكسفورد جازيت ، والتي اصدرت تحت مسمى ثابت وبشكل دوري منتظم ، والتي خصصت لنشر الاخبار اليومية الخاصة بالحكومة ونشر القوانين والمراسيم الملكية ، وبعد عدة اصدارات منها تم تغيير اسمها لتصبح صحيفة لندن جازيت ، وكانت تعد الصحيفة الرسمية للحكومة الملكية آنذاك. بعد ذلك ظهرت العديد من الصحف اليومية المهتمة بنشر الاخبار سواء الحكومية او المعارضة والتي كانت تواجه العديد من المعوقات ، ولكنها استمرت لسنوات عديدة.

تطور الصحافة الإنجليزية

شهدت الصحافة في إنجلترا العديد من التغيرات سواء الايجابية ام السلبية والتي كان ابرزها إلغاء قانون الترخيص الخاص بالصحافة في اواخر القرن السابع عشر تقريبا في العام 1695م ، وكان لإلغاء ذلك القانون بوادر عديدة في تطور الصحافة بشكل سريع وظهور عدد من الصحف وزيادة الطلب عليها ، مما أدى إلى ازدهار الصحافة في ذلك الحين ، ويقدر عدد النسخ التي كانت توزع بشكل يومي إلى ما يقارب الثلاثين ألف نسخة ، وكان من ابرز الصحف ظهورا وانتشارا صحيفة سبكتاتور الصادرة في العام 1711م ، وبالرغم من الازدهار والتقدم في مجال الصحافة في إنجلترا ، إلا انها عانت بعض الانتكاسات التي اثرت سلبيا على تطورها ، مثل قانون فرض ضريبة التمغه على كل صحيفة مطبوعة وذلك ما ادى الى ارتفاع سعر الصحف ، وبعد ذلك تم زيادة نسبة الضريبة على الصحف بشكل مستمر ، وكان ذلك من اجل ابعاد الناس عن الصحف التي قد تؤثر في الناس وتزعزع امن واستقرار النظام الحاكم ، وربما من اجل زيادة ايرادات الخزينة العامة للبلاد ، ولكن سرعان ما اتخذت تلك الصحف اجراءات وقائية كالعمل على نشر الاعلانات التجارية لتغطية نفقتها دون اللجوء لرفع الاسعار.

استمرت الصحافة الانجليزية بالتقدم والنمو وبفضل القوانين الداعمة لحرية النشر والتفكير ، وكما ساهم التقدم الصناعي والتقني في تطور الصحافة وزيادة عدد الصحف وانتشارها في كافة انحاء البلاد ، مما زاد في الإقبال على تلك الصحف بشكل كبير ومتزايد.

الصحافة الانجليزية في القرن العشرين

شهدت الصحافة الإنجليزية تطورا كبير واتسمت بالحرية الكاملة في النشر والتوزيع ، حتى مطلع القرن العشرين بعد ذلك تأثرت تلك الحرية بعد قيام الحرب العالمية الاولى ، فتم فرض القيود والرقابة الوقائية المشددة التي فرضتها الحكومة في فترة الحرب من اجل حماية امن المملكة المتحدة والنظام الحاكم ، حيث تم منح وزارة الداخلية الصلاحيات الكاملة في تفتيش الصحف والمطابع ومصادرتها في حال اتضاح اي تهديد لأمن وسلامة الحكومة والمواطن ، ايضاً قامت الحكومة الإنجليزية بإنشاء مكتب الصحافة الذي يتكون من اربعة اقسام وهي :

  • قسم النشر والاخبار
  • قسم إدارة ومراقبة البرقيات الواردة للصحف من الخارج
  • قسم الشئون البحرية ، المسؤول عن كل ما يتم نشرة من تحركات الأسطول الإنجليزي
  • القسم العسكري ، وهو المسؤول عن الرقابة والاشراف العام

الصحافة الفرنسية

الجازيت هي اول صحيفة فرنسية ظهرت في العام 1631م ، حيث كانت فرنسا تتعامل بالكتيبات الاخبارية وهي تلك التي احتوت على المواضيع والاخبار السياسية والاقتصادية وايضا الاجتماعية ، ولاقت رواجاً وشهرة كبيرة في تلك الفترة بين اوساط الشعب الفرنسي والأوربي ويمكن ان نقول انها تتشابه مع الصحافة المطبوعة إلى حد كبير إلا انها تختلف كونها غير منتظمة في اصدارها ، ومن تلك الكتابيات الاخبارية المشهورة في فرنسا : نوفيل آلامين ، و افيسي ، و أوكازونال واستمرت تلك الكتيبات الاخبارية بالتطور المستمر لتمثل تقدم كبير في مجال الصحافة الفرنسية.

بعد ذلك ظهرت اشكال اخرى في الصحافة الفرنسية تتمثل في النشر الدوري المنتظم ، مثل الصحافة العلمية وكان أشهرها صحيفة جورنال دي سافون وهي من الصحف الرسمية التي اشتهرت في فرنسا ، وايضا ظهرت صحف غير رسمية مثل لاموز هستوريكي ، وليه اوكازيونيل.

الصحف اليومية

استمرت الصحافة الفرنسية بالتقدم والتطور والانتشار على نطاق شعبي اوسع ، حتى ظهر ما سمي بالصحف اليومية منتظمة النشر ، حيث مثلت صحيفة لو جورنال جي باري اولى تلك الصحف اليومية ، وقد حازت على اقبال شعبي كبير وشهره واسعه ، واهتمت بالحياة الاجتماعية ، رغم التقدم الكبير في الصحافة الفرنسية ، إلا ان الصحف اليومية عانت من تأخر كبير بعد ظهورها في إنجلترا ، وذلك بسبب القيود المفروضة من قبل الحكومة الفرنسية على الصحافة المطبوعة ، وكانت لتلك القيود سببا في ظهور ما سمي بالصحافة السرية.

الثورة الفرنسية والصحافة

كان للثورة الفرنسية 1789م تأثير كبير على الصحافة الفرنسية بشكل عام ، حيث ادت إلى بعض التغييرات الجذرية مثل وضع قانون حرية الصحافة كـ حق من حقوق الإنسان وذلك لأول مره على مستوى العالم ، وكسر كافة القيود التي اعاقت حرية النشر والصحافة وانتقلت الصحافة السرية إلى الشكل العلني ، وألغي قانون الترخيص على اصدار الصحف ، وكذلك تم إلغاء دور الرقابة المشددة كونها تتعارض مع حقوق الصحافة ، مما زاد في الاقبال على الصحف وانتشارها بشكل كبير في فرنسا ، وتم افتتاح مطابع جديدة واصدر صحف جديدة في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها ..

إلا ان تلك الحرية لم تستمر لمدة طويلة ، حيث انتهت بعد ثلاث سنوات فقط وذلك بعد ظهور الدعوات المطالبة بعودة الملكية والصراع بينهم وبين الجمهوريين ، مما ادى الى اعادة فرض القيود السابقة على الصحافة ، وتراجع الصحافة الفرنسية من المكانة التي وصلت إليها

الصحافة وعودة الملكية

بعد عودة النظام الملكي للحكم في فرنسا مجددا ، بالتحديد في العام 1815م بعد هزيمة نابليون الاول ، عانت الصحافة الفرنسية من تراجع كبير بعد المرحلة المتقدمة التي وصلت لها بعد الثورة الفرنسية ، حيث فرضت القيود على الصحافة وإعادة الدور الرقابي ونظام الترخيص على الصحف التي تصدر ، وبالرغم من الوعود التي اعلنها الملك لويس الثامن عشر بإطلاق حقوق الصحافة ، إلا ان تلك الوعود كانت حيلة من اجل كسب التأييد الشعبي بداية عودة الملكية للحكم مجددا ، واستمر الوضع في فرنسا على ذلك الحال حتى قيام ثورة يوليو 1830م ، والتي اعطت الحكم للملك لويس فيليب الذي سرعان ما عمل على إلغاء الرقابة على الصحافة واطلق حرية الصحافة والنشر في فرنسا خلال فترة حكمه ، وذلك ما ادى الى ازدهار الصحافة بشكل كبير في فرنسا.

ازدهار الصحافة الفرنسية

يعود السبب وراء ازدهار الصحافة الفرنسية إلى الاسباب التالية :

  • إلغاء القيود والقوانين التي اعاقت الصحافة الفرنسية من التطور وإطلاق حرية الصحافة.
  • التطور الكبير الذي شهدته الطباعة والمجالات المتعلقة بها.
  • تطور البنية التحتية المتمثلة في الطرق وكذلك تطور وسائل المواصلات والتي ادت ازدهار وتطور الصحافة من خلال الاقبال المتزايد عليها وتوزيعها على نطاق أكبر وأسرع مما سبق.
  • ظهور الاتصال التلغرافي في العام 1845م
  • ظهور وكالات الانباء المتعددة ، مثل وكالة هافاس للأنباء.
  • ازدياد نسبة المتعلمين ، مما زاد في الاقبال على قراءة الصحف.
  • تطور مفهوم حرية الصحافة ، والنظر لها في كونها حق من حقوق الإنسان.

العصر الذهبي للصحافة الفرنسية

تمثل العصر الذهبي للصحافة الفرنسية في الربع الاخير من القرن التاسع عشر وامتد إلى ما يقارب النصف قرن ، اي انه استمر حتى اواخر الربع الاول من القرن العشرين. حيث امتاز هذا العصر بالتطور الكبير الذي شهدته الصحافة الفرنسية من خلال تطور تكنولوجيا الطباعة وظهور الصور الفوتوغرافي على صفحات الصحف ، وازدياد الإقبال على الصحف مازدا من عدد النسخ المطبوعة لتلك الصحف والتي وصلت إلى ما يقارب المليون نسخه في العام 1870م ومن ثم إزداد ذلك العدد ليصل إلى خمسة ملايين نسخه في العام 1910م ، كما امتازت الصحف بازدياد عدد الصفحات فيها ، وتنوع محتوياتها في مختلف المجالات ، كل ذلك ادى الى تضخم حجم المنافسة بين مختلف الصحف ، ومنها  لوجورنال دي ديبا ، لوفيجارو وهي من الصحف التي مثلت الاتجاه الوسطي المعتدل ، ومن صحف تيار اليمين الليبرالي صحيفتي لاليبرتيه ، لاباتري ، وايضا من الصحف اليسارية صحيفة لوكريدي بيبل .

الصحافة في الولايات المتحدة الامريكية

كان للصحافة الاوروبية تأثير كبير على ظهور الصحافة الامريكية ، كون اغلبية المستوطنين الامريكيين من اصول انجليزية ، وكان الحال في بداية ظهور الصحافة الامريكية فقد مرت بذات الظروف التي مرت بها في اوروبا ، حيث كانت الصحف خاضعة ومرتبطة بالحكومة والنظام الحاكم ، حيث اقتبست الحكومة الامريكية بعض القوانين الأوروبية الخاصة بالصحافة ، مثل قانون الترخيص للصحف ، وفرض الرقابة المشددة على تلك المطابع والصحف الصادرة منها ، كل ذلك يشير إلى ان الصحافة الامريكية عانت من نفس المعوقات والعراقيل التي مرت بها في اوروبا ، ولكن الصحافة الامريكية كانت قد ارتبطت بالمجال الاقتصادي إلى جانب السياسي في الجانب الحكومي.

نشأة الصحافة الامريكية

بعد تطور المستعمرات الأمريكية في القرن السابع عشر إلى كيانات معقد من المستعمرات التي تديرها بريطانيا ، فقد تطورت ايضا الصحافة الامريكية كونها مرتبطة بالصحافة الانجليزية في القوانين واللوائح التي تعمل وفقها تلك المطابع ، وكذلك اساليب النشر والتوزيع وكذلك في التكنولوجيا المستخدمة في الطباعة في ذلك الوقت ، حيث تم إحضار اول آلة طباعة من انجلترا إلى المستعمرات الامريكية في العام 1638م على يد جوسي جلوفر ، ولكن السلطة المتحكمة في تلك المستعمرات كانت قد نظمت الطباعة في امريكا ، حيث اقتصرت على مطبعة كمبريدج واستمرت المطبعة الوحيدة الى العام 1674م.

الصحف الامريكية الاولى

تعد صحيفة الوقائع العامة المحلية والخارجية من اول الصحف المطبوعة في الولايات المتحدة الامريكية والتي اصدرت في العام 1690م ، حيث ظهرت الصحافة لأول مره في امريكا في مدينة بوسطن الشرقية ، وذلك للأسباب التأليه :

  • كونها من اول المدن التي انشى فيها نظام البريد
  • كانت تمثل مركز استقبال المهاجرين الجديد ، وذلك ما جعلها المدينة الرئيسية في تبادل الاخبار والمعلومات مع القارة الأوربية.
  • ارتفاع نسبة المتعلمين في هذه المدينة
  • مثلت المركز الرئيسي للمهاجرين الانجليز

الصحف البريدية

مثلت صحيفة بوسطن نيوزلتر من اول الصحف الامريكية والتي اصدرت بواسطة جون كامبل ، وهي من الصحف الرسمية التي حصلت على ترخيص من قبل الحكومة المستعمرة ، حيث حازت على شهرة كبيرة وانتشرت بشكل كبير ، إلا انها عانت من العديد من العراقيل الخاصة بالتمويل وشحة الاخبار والموارد المعلوماتية ، مما ادى الى توقفها مؤقتا ومن ثم عادت ولكن ليس كالسابق ، حيث صاحب عودتها ظهور صحف اخرى حازت شهره كبيرة كـ صحيفة بوسطن جازيت بواسطة وليام بروكر ، والتي مثلت الصحيفة الحكومية بشكل شبه رسمي ، ومن ثم زاد انتشار الصحف في المستعمرات الأمريكية ، حيث قدر عدد تلك الصحف بـ الأربعة والثلاثين صحيفة منتظمة وذلك في العام 1775م.

ازدهار الصحافة الامريكية

ازدهرت الصحافة الامريكية بعد حرب الاستقلال ، حيث كان للتطور الصناعي دور في ذلك ، حيث تم انشاء بعض من مصانع الورق والاحبار والطابعات ، ذلك ما ساهم في التطور في مجال الصحافة الامريكية ، وزاد الاقبال على الصحف مما ادى الى زيادة معدل الانتاج او اصدار تلك الصحف وزيادة نطاق توزيعها ، وكان لإلغاء قوانين الترخيص بعد حرب الاستقلال الفضل في زيادة عدد الصحف وانتشارها في الولايات المتحدة ، واستمر تطور الصحافة الامريكية ، وتتالت ظهور العديد من الصحف المشهورة مثل بنسلفانيا باكت ، الصن ، مورننج هيرالد ، نيويورك تربيون ، ويكلي تربيون ، وغيرها من الصحف التي لاقت رواجاً كبيراً.

الظواهر الفريدة بالصحافة الامريكية

  • الصحافة رخيصة الثمن
    حيث كانت تباع الصحف الاخبارية بشوار المدن الامريكية وبأسعار زهيدة ، وكانت من تلك الصحف رخيصة الثمن ، صحيفة الصن التي اصدرها بنجامين داي.
  • الصحافة الصفراء
    ظهرت الصحافة الصفراء في ظل المنافسة الشرسة بين مختلف الصحف وذلك من اجل كسب المزيد من القراء لها ، مما اتجه ببعض تلك الصحف الى التركيز على مواضيع مثيرة للرأي العام مثل مواضيع الجريمة والجنس والشؤون الانسانية ، ومنها صحيفة نيويورك وورلد بواسطة جوزيف بولتزر ، وصحيفة نيويورك جورنال بواسطة وليم هيرست.
  • السلاسل الصحفية
    ويعني بذلك حيازة ملكية الصحف بيد اشخاص او شركات قليلة نتيجة المنافسة الشرسة ، وارتفاع تكلفة انتاج تلك الصحف ، مما ادى الى سعي البعض من الشركات في حيازة مجموعة من تلك الصحف المتنافسة والعمل على اهداف موحده ، وبعد ذلك تحول مفهوم السلسلة الصحفية الى السلسلة الاعلامية والتي شملت عدة صحف ومحطات اذاعية وتلفزيونية وشركات انتاج سينمائي ، بحيث تسعى لهدف موحد عبر الوصول لأكبر عدد من الجمهور ، ومن تلك السلاسل الصحفية  مجموعة جانيت التي امتلكت 133 صحيفة وتسع محطات تلفزيونية وعشر اذاعية وتعمل على نطاق 30 ولاية امريكية.
  • صحافة الجاز
    تمثل هذه الظاهرة نفس ظاهرة الصحافة الصفراء الا انها جاءت في مرحلة انتهاء مفهوم الصحافة الصفراء ، وسميت هنا بصحافة الجاز نسبة للشهرة الكبيرة لموسيقى الجاز في تلك الحقبة ، ومن تلك الصحف نيويورك ديلي نيوز بواسطة جوزيف باترسون ، وهي من الصحف النصفية تابلويد التي اشتهرت في العديد من المدن الامريكية.
  • الصحافة المحلية
    تمثل الصحافة الامريكية بشكل عام صحافة محلية ، حيث تمثلت الصحافة العالمية او القومية بثلاث صحف وول ستريت جورنال ، يو اس ايه توداي ، كريستيان ساينس مونيتور ، ايضاً اصدرت طبعات قومية من الصحف المحلية كـ نيويورك تايمز ، لوس انجلوس تايمز

سمات الصحيفة كوسيلة اتصال

تتمثل سمات الصحفية في اربعه محاور وهي : صفة النشر او دورية النشر ، طريقة الانتاج والتوزيع ، الثمن والتوفر للجمهور ، مواضيع وتوجهات الصحيفة.

على ضوء ما سبق يمكن تعريف الصحيفة بأنها كل مطبوع يتم اصداره بشكل دوري منتظم ، من قبل صحفيين ذو خبرة ، وتحتوي على العديد من الاخبار والمقالات والتحقيقات المختلفة ، ويتم توزيعها بشكل مباشر للجمهور.

ولكن بعد التطور الذي شهده العالم في مجال الطباعة والصحافة ، يمكن تقييم الصحيفة حيث وضعت سمات اخرى لها تميزها كوسيلة اعلامية ، حسب ما حدده جون فيفان من سمات تميز الصحيفة المعاصرة ، وهي : سهولة الحمل ، التنوع في المحتوى ، التصنيف المحدد للصحيفة ، التغطية المتعمقة في الاحداث والاخبار.

انواع الصحف

يمكن تقسيم الصحف حسب سماتها اي ان تتنوع حسب دورية الصدور والحجم والتغطية الجغرافية والمضمون ، فحسب دورية الصدور نجد انها تقسم الى : صحف يومية ( صباحية ، مسائية ) ، صحف اسبوعية ، صحف نصف اسبوعية. ومن حيث الحجم تنقسم الى : صحف ذات حجم عادي ، صحف ذات حجم نصفي . ومن حيث مدى التغطية الجغرافية تنقسم الى : صحف محلية ، صحف قومية ، صحف دولية . ومن حيث المضمون تنقسم الى : صحف عامة او شاملة ، صحف متخصصة.

الصحافة وتكنولوجيا الاتصال الحديث

ادى التطور المستمر في مجال التكنولوجيا الطباعة والاتصالات وكذلك تقنيات الصناعة كل ذلك أسهم في تطور الصحافة كونها وسيلة اعلام جماهيري ، وكما عرفنا سابقا ان الطباعة مرت بمراحل عديدة حتى وصلت الى الشكل الذي نشاهده اليوم ، ومازالت في التطور لتلبي الاحتياجات وتواكب التطور التكنولوجي وتوظف ذلك في سبيل تطور الصحافة.

الصحافة والكمبيوتر

يعد اختراع الكمبيوتر ثورة كبيرة في مجال التكنولوجيا الحديثة ، وقد ساهم هذا الاختراع في اغلب المجالات ومنها مجال الصحافة التي باتت تعتمد بشكل اساسي على الكمبيوتر كونه وسيلة للطباعة والنشر والتنسيق في ذلك ، كما أسهم في تسهيل تلك العمليات التي احتاجت الى وقت كبير وجهود كبيرة في طباعة ونشر الصحف الاخبارية ، كما أسهم في الوصول للمعلومات بشكل أفضل وأسرع من السابق ، وجعل الصحافة تتحول من النطاق المحلي الى العالمي ، للعديد من الصحف.

الصحف الإلكترونية

استفاد مجال الصحافة من تقنيات الاتصال الحديثة كغيره من المجالات العديدة التي استفادة من هذه التقنيات ، حيث ظهر هذا التحول في تأسيس مواقع الويب لتلك الصحف التي سارعت بالتحول الرقمي ، حيث استفادت ايضا من الجانب الاعلاني حيث اصحبت تجني ارباحا كبيرة من تلك الاعلانات التي في مواقع الويب ، واصبح الوصول لتلك الصحف اسهل من السابق ، وفي متناول الجميع ، واصبح التمويل اللازم لتلك الصحف اقل ، فلم تعد بحاجه للطابعات العملاقة وخطوط التوزيع والورق والحبر ، فقد اصبح الامر اسهل بكثير من السابق ، واكثر فائدة لمجال الصحافة بشكل عام.

الصحافة والاقمار الصناعية

استفادت الصحف من تقنيات الاقمار الصناعية والاتصالات في نقل المعلومات في مختلف انحاء العالم بسرعة ويسر ، حيث يفيد ذلك في ارسال الاخبار والصحف كاملة بين الدول والمدن من اجل طباعتها وتوزيعها بشكل أكثر سهوله من السابق وفي وقت أسرع.