ثقافة اسلامية : التحديات التي تواجه الثقافه الاسلاميه وكيفية مواجهتها

مقدمة

تمثل التحديات الثقافية من اهم التحديات التي تواجه الثقافة الإسلامية في الوقت الراهن ، حيث تمثل الثقافة اساس الحضارة والعمران ، وتعني الثقافة الإسلامية بأنها العلم او المعرفة الإدراكية وليست مجرد معرفة ظنية ، كونها تبنى على براهين وأدلة علمية ، وايضا هي المنهج المتكامل من حيث شموليتها وترابطها ، ولهذا يمكن وصف الثقافة الإسلامية بأنها المعرفة الإدراكية المستندة على الأدلة الثابتة والمعنية بتعلم المنهج الإسلامي الشامل في مختلف جوانب المعرفة في الثقافة الإسلامية كالأفكار والقيم والنظم المتعلقة بالتراث الإسلامي.

حيث تعرف المجالات الثلاثة للثقافة الإسلامية وتتكامل لتكون منهج اسلامي ذو رؤية كلية شامله ، فالقيم تعني القواعد العامة التي تسير وفقها حياة الإنسان وتميزها عن حياة الكائنات الأخرى كـ الحقوق والحريات ، اما التشريع والقوانين التي تنظم منهج حياة الإنسان عرفت بمجال النظم ، ويأتي الفكر او التفكير هو ما تعلق بالعمليات العقلية والنظر في مسائل الفكر.

وعند الحديث في التحديات يظهر لنا العديد من التحديات الثقافية في المنهج الإسلامي ، والتي سنوضحها في هذا التقرير

التحديات التي تواجه الثقافة الإسلامية

توجد العديد من التحديات التي تواجه الثقافة الإسلامية ، أولها تلك التي تواجه الثقافة الإسلامية كمنهج او مفهوم عام ، من خلال النظر في أساسيات هذه الثقافة وطريقة عرضها للناس وكيفية وصفها ، ويشمل هذا التحدي ثلاث نقاط اساسية كالتالي :

• الرؤية العامة في مقاصد الثقافة الإسلامية ، ويتمثل هذا التحدي في النظرة العامة نحو الثقافة الإسلامية كمنهج شامل ، وطريقة فهمة وعرضة لإيصاله للجمهور بالشكل الصحيح ، وفق الإطار العام للثقافة الإسلامية الشاملة ، وهذا من خلال الربط بين الجزئيات المختلفة المستدل بها للوصول لمنهج إسلامي كلي.
• تجنب الوقوع في الخلافات ، ويمثل هذا أحد المحاور المعنية بتحديات المنهج الإسلامي الشمولي والمقصود به ، ويقصد به السعي للتوافق والخروج من عكف اي خلاف في اي جزئية في المنهج الإسلامي خلال عملية تلقي او نشر الثقافة الإسلامية.
• التناسب والتوافق في نشر الثقافة الإسلامية ، ويعني بها السير وفق نمط يضمن للعامة تلقي الثقافة الإسلامية بشكل يمكن إستيعابه ، حيث تعد ثقافة الإسلام منهج عام موجه لعامة الناس دون النظر في الجنس او العمر ، ولهذا يجب التركيز على التيسير في وسائل نشر الثقافة الإسلامية ، والإبتعاد عن التعقيد والصعوبات التي تحد دون انتشارها.

وما سبق يوضح التحديات التي تواجه الثقافة الإسلامية في جانب المنهج الإسلامي العام ، اما من خلال النظر للوضع الراهن فيمكن ملاحظة عدد من التحديات الاخرى التي تواجه مجالات محددة ضمن المنهج الإسلامي العام ، وهذه التحديات يمكن وصفها بالتحديات الموضوعية وهي التحديات الملموسة في الواقع الذي نعيشه ، وتتعدد هذه التحديات إلى حد كبير ولكن سنتحدث عن اهمها واكثرها شهرة وهي كالتالي :

• الحقوق والحريات في الإسلام ، وهذا يمثل التحدي الأكبر والأهم ، حيث تشير الثقافة الإسلامية إلى هذه المسألة وحسم الأمر ان التدين وحرية العقيدة امر لا اكراه فيه ، قال تعالى ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ _{(سورة البقرة – الآية 256)} ، وقد دعاء الإسلام للعلم والتعلم ، كون العلم يمثل اهم نماذج الحرية وحقوق الإنسان ، كذلك كفل لمنتسبيه حرياتهم وحقوقهم في ممارسة حياتهم ومعاملاتهم اليومية التي تضمن لهم الحياة الكريمة ، حيث يمثل الإسلام دستور ومنهج ينظم حياة الناس بشكل تكافلي بين مختلف الفئات ، وكذلك نظم علاقتهم مع غير المسلمين بشكل يضمن لكل حقوقه وحرياتهم ويحفظ للإنسان أمنه وماله وكرامته.
• المرأة في الإسلام ، جاء الإسلام ليمنح المرأة حقها المسلوب في المجتمع قديما ، وكرمها ورفع من شأنها وجعلها شريكة للرجل في بيته وماله كما جاء في حديث النبي ﷺ انه قال [إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ] _{(أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي)} ، وكفل لها من الحقوق ما للرجل منها ، ونظم العلاقة بين الجنسين ، واعطاها حقها في الميراث والعيش الكريم ، وغير ذلك ..
• الثقافة الإسلامية وارتباطها بالعالمية ، يمثل هذا من اهم التحديات التي واجهت الثقافة الإسلامية ، حيث ان الإسلام دين عالمي لكافة الناس قال تعالى ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾_{(سورة الانبياء – الآية 107)} ، لم يختص بفئة معينة او منطقة محددة او زمن ما ، ولذلك فمن الواجب التحري في هذه المسألة ، والاستعانة بالوسائل التي تحقق نشر الثقافة الإسلامية على المستوى العالمي ، وإظهار الصورة الحقيقية للإسلام كونه دين رحمة وسلام وحرية وحقوق وعلم ونظام وقانون ، ودحض التهم التي تصور الإسلام بالكراهية والتطرف والجهل ، وهذا التحدي الخطير يقع على عاتق كل مسلم ، فالثقافة الإسلامية هي ثقافة معرفة وعلم ، وتراحم وتعامل وسلام ويسر.

الختام

بعد التعرف على التحديات التي تواجه الثقافة الإسلامية ، بات من الضروري البحث والسعي في مواجهة تلك التحديات ونشر الثقافة الإسلامية الصحيحة بالشكل الذي يضمن للمتلقي استيعابه لمفهوم المنهج الإسلامي بشكل عام ، والعمل على كسر كل الشكوك التي تمس صدق الثقافة الإسلامية الحق ، وذلك من خلال العمل الفردي النابع من واقع الشعور بالمسؤولية تجاه الخالق وتجاه الدين ، وايضا العمل بشكل متكاتف ومنظم في سبيل تحقيق الرؤية الصحيحة حول الثقافة الإسلامية في العالم اجمع والاستعانة بالجهود والوسائل المتاحة لمواجهة التحديات الموضوعية المعنية بالمجالات المختلفة ضمن منهج الإسلام.

المصادر

• د. الطيب بن المختار الوزاني ، إبريل/2016 ، تحديات الثقافة الإسلامية ومهدداتها.
• أ. عباسة جيلالي ، الثقافة الاسلامية والتحديات الراهنة ، جامعة وهران – كلية العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية
• د. السنوسي محمد السنوسي ، تحدياتٌ كبرى أمام الثقافة الإسلامية - islamonline