سورة النبأ: دراسة في الاساليب البلاغية ودلالتها في التعبير القرآني

سورة النبأ: دراسة في الاساليب البلاغية ودلالتها في التعبير القرآني
سورة النبأ: دراسة في الاساليب البلاغية ودلالتها في التعبير القرآني

المقدمة

يكثر الحديث عن الحجاج والبلاغة هذين الأسلوبين البلاغيين المعنيان بايصال المعلومه في الخطاب ، وقد كثر استعمالهما في الخطابات القرآنية خاصة في خطاب الكفار والمكذبين من خلال طرح الحجج والبراهين بإسلوب بلاغي قوي للدلالة على صدق ما جاء به الدين الإسلامي في العديد من القضايا ، خاصة تلك القضايا المتعلقة بالحساب والبعث والنشور دفاعا عنها امام المكذبين والذين في قلوبهم مرض ، وذلك من خلال الأدلة القاطعة والخطابات البلاغية القوية التي تخاطب العقل وتمنحها حجة قوية.

البلاغة لغتاً تعرف على انها تصريف مشتق من أصله بلغ والتي بمعنى وصل والبلاغة هي الوصول للشي او ايصاله من مرسل إلى متلقي ، ويعنى بالبلاغة الايصال بالطرق الافضل والاساليب الاصح في التعبير والمعنى ذات القوة والوضح التي تتلائم مع موضوع الحوار.[1]

وفي التعريف الإصطلاحي لمفهوم البلاغي فهو إستحضار المعاني الجليلة والعبارات الصريحة بوضوح ودقة في اللغة والمعنى المرتبط بسياق الحديث ، بحيث تؤثر في نفس المتلقي ليستوعب مغزى الحديث بالشكل المطلوب ، والبلاغة تعد احدى الأساليب الفنية اللغوية التي تعتمد على الإعداد الفطري وقدرة التمييز في جمال المعاني وتفاصيل الحوار والفروق وغيرها[2]

اما الحجاج لغتاً فهو إسم مشتق من مصدره حجة ، والحجة هي الدليل والبرهان على امر ما ، فيقال حاججته اي جادلته ببرهان ودليل ، واحاجه اي ابرهن له بدليل على صدق حجتي، ويفيد الحجاج في إثبات قضية او الدفاع عن رأي في موضوع ما من خلال طرح البراهين المؤكدة على صحة ذلك الرأي ، ويمثل الحجاج أحد الاساليب البلاغية التي تستخدم بشكل متكرر في الحوار القراني خاصة ، كون القرآن الكريم يخاطب العقل بالأدلة والبراهين الصحيحة التي تثبت صدق رسالته.

والحجاج مصطلح يحمل مفهومان ، اولهما هو التحليل والإستدلال وتقديم التبريرات والبراهين لترك آثر في سلوكيات المتلقي النابعة من اعتقاد داخلي تصديقا لما قدم له من براهين ومبررات ، والمفهوم الآخر يصور الحجاج على انه إحدى الاساليب البلاغية المستعملة في عملية التواصل مع طرف آخر عن طريق المنطق للترك الآثر في نفوس الآخرين الذي يتحكم بسلوكياتهم[3]

تتمثل العلاقة بين الحجاج والبلاغة على انها علاقة تكامل وارتباط وثيق من خلال كون الحجة تمثل فطرة بشرية تظهر في كل قول إنساني للدفاع عن رأيه الشخصي وتبرير لتصرفاتهم وسلوكياتهم، كذلك إرتباط البلاغة في الحوار مع الحجاج في الإثبات في النصوص القرآنية التي تمثل عامل مهم في تصور العلاقة الوثيقة بين هاذين المفهومين ، والبلاغة والحجاج ترتبط بالخطابة وتمتزج فيما بينها لتحقيق غرضها في إيصال المعنى الصحيح الذي يترسخ في نفوس المتلقين ليمثل في تصرفاتهم وسلوكياتهم المختلفة.

بلاغة وحجاج في سورة النبأ

سورة النبأ من السور المكية عدد اياتها اربعون ، وتمثل اهميتها من خلال دراسة الخطاب البلاغي والدلالات القرآنية فيها في كشف جهل وبطلان اتهام الكفار في تكذيبهم اليوم الآخر وعدم الإعتقاد به ، وذلك من خلال طرح الدلالات المختلفة التي تؤكد على حدوث هذا اليوم لامحالة ، كـ الحديث عن خلق الأرض والجبال وحجة خلق الإنسان ودلالات آخرى قوية التي تظهر قدرة الله عز وجل الذي لا منازع له في الخلق سبحانه عز وجل.

ايضاً اظهرت السورة بعض المشاهد في يوم القيامة التي تتحدث عن فرقتين من المؤمنين والكفار وحال كل منهم يوم القيامة باسلوب بلاغي قوي يصف المشهد بدقة ليجعل في ذلك حجة مقدمة للناس ليحددو مكانهم في اي من الفريقين.

وتعدد الأساليب البلاغية في هذه السورة يدل على ثراءها اللغوي وقوة المحاجة بها في الخطاب مع الكفار لما قدمته من دلالات وضاحة على صدق الرسالة السماوية وكشف كذب وظلال الكفار والمكذبين باليوم الآخر ووصف مصيرهم في الآخرة.

تضمنت هذه السورة العديد من المحاور التي آثرتها بالأساليب البلاغية والحجاج المنطقي التي زادتها قوة ووضوح وصدق في المعنى ، كـ السؤال عن يوم القيامة، والاستدلال على اليوم الآخر والبعث والنشور ، والمقارنة بين جزاء المؤمنين والكفار يوم القيامة.

السؤال عن اليوم الآخر

إبتدأت السورة بسياق لغوي في التساؤل والإستنكار في سؤال الكفار وتكذيبهم في شأن يوم القيامة قال تعالى ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3)﴾ حيث اتت الآية الثانية للإجابة عن الأولى ، ولم يورد ذكرهم إسماء او صفتا ولكن استبدلت بضمير واو الجماعة للدلالة.

حيث يمثل تساؤل هؤلاء فيما بينهم او سؤال النبي والمؤمنين من باب السخرية والإستهزاء من البعث[4] كون القرآن وصف حالهم بالتساؤل وليس السؤال كون التساؤل في وجود الإجابة يأتي من باب الإستهزاء ، كذلك في قوله النبأ بدلاً من الخبر، كون النبأ أعظم وذو فائدة أكبر[5] ، وسميت هذه السورة بالنبأ كونها احتوت على الإخبار بيوم القيامة واحواله وتتحدث محاور السورة عن البعث والنشور من خلال طرح الحجج القوية والأدلة القاطعة باسلوب بلاغي يدل على صدق هذا اليوم.

والحجة الدالة على تخبط الكفار فيما بينهم في هذا الأمر ، في قولة تعالى ﴿الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ﴾ كونهم مختلفين فيما بينهم بشأن هذا اليوم فلا يملكون حجة على إنكاره وصدق رأيهم فيه ، ونعود إلى اول السورة في السؤال الإستخباري عن حال المكذبين بالبعث ، نجده يمثل خطاب بلاغي آثرى النص القرآني قوة في جذب المتلقين للموضوع من خلال التساؤل اول السورة ، فيجد المتلقي نفسه بحاجة لفهم القضية والحصول على الإجابة في ذلك الأمر.

وتأتي الآية التي تليها في الإجابة عن الأولى في توضيح الامر الذي يتساؤلون عنه الكفار دلالة على صدق حجة القرآن في إلمامة بغيبات الأمور ومعرفة مافي النفوس واختصار الإجابة تحمل أسلوب بلاغي جميل في الإيجاز مازاد من قوة المعنى ، ووصف النبأ بالعظيم دلالة على عظمة هذا اليوم واحوال البعث والنشور فيه ، وما أكد على ذلك ايضا الحالة التي هم فيها من الإختلاف والتخبط حجة قوية في معرفة الغيب وإدارك وضع المشككين والمستهزئين رغم إخفاء الأمر وإظهار عكس ذلك.

التأكيد على صدق يوم القيامة

تتحدث الآيات 4 إلى 20 عن صدق هذا اليوم الذي كذب به الكافرون والدلالات العظيمة على صدق وقوعه لتمثل حجة قوية في التصديق بهذا اليوم .

 قال تعالى ﴿ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا  (20)﴾

في بداية هذه الآيات يأتي الحديث بأسلوب بلاغي في التأكيد او الإطناب لتأكيد المعنى في قوله تعالى ﴿ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)﴾ فالتكرار بهذه الآيتين فيه تأكيد وإجزام بصدق الحوار دون تردد ، ومن عظمة تكرار الأمر يمكن ان يمثل بديلا عن القسم عليه ، وهذا التكرار حجة موجبة للتصديق ، والمعارضة في هذا الشأن موجب للعذاب يوم القيامة[6] ، ولفظ كلا يمثل استنكار وردع لما اورد قبلها من تساؤل المكذبين وإختلافهم بشأن يوم القيامة والبعض والنشور ، والتوعد في المستقبل الغير بعيد في قوله سيعلمون ، دلالة عن الجزاء الذين سيلاقوه هذه الجماعة من المكذبين بشأن اليوم الأخر ، وفي هذه الآيتين خطاب حكيم للعودة عما هم فيه من تكذيب وتشكيك ، لتعطي حجة قاطعة بشأن الجزاء الذي سيلاقونه يوم القيامة لتكذيبهم في الدنيا رغم الحجج والبراهين الدالة على صدق الحدث.

ومن الدلالات البلاغية والحجج الدالة على صدق ما انزل الله وصدق ما أخبر به من بعث ونشور ما جاء من آيات تخاطب العقول ، فيضع المولى عز وجل اسلوب بلاغي قوي في سؤالهم عن العديد من الأدلة القاطعة التي تمثل حجة قوية فيما أخبر به ، فكيف لاي عقل ان يكذب بعد تلك الحجج الموضوعة ؟

ومن تلك الآيات والدلائل الحجاجية على صدق البعث والنشور ، أدلة واقعية ومشاهدة ، كـ خلق الارض وتمهيدها للعيش عليها ، وخلق الجبال اوتاد لتحميها من الزلازل والإختلال ، وكذلك آية الخلق زوجين لإستمرار الحياة ، كل حجة من تلك كفيلة بغرس اليقين الجازم والتصديق بكل ما جاء به المولى عز وجل وكل ما أخبر به من امور غيبية على لسان نبيه عليه أفضل الصلاة وازكى التسليم.

كذلك يتحدث الخطاب القرآني عن دلالات اخرى كـ تعاقب الليل والنهار فجعل الليل للراحة والنوم وهيئ فيه كل سبل الراحة ، والنهار للحياة والعمل والمضي فيه ، وكذلك آية خلق السماوات السبع التي تعد من الإعجاز العلمي للبشر وحجة على صدق الإسلام وما جاء به النبي ، وكذلك تتابعت الآيات لتشمل خلق الشمس والقمر والنجوم المضيئة ، وإنزال المطر وإنبات الزرع والجنات .. كل تلك آية عظيمة ودلالة كبرى على صدق ما جاء به القرآن الكريم ، فكيف للعاقل ان ينكر بعد كل تلك الآيات والدلائل ، وهل من حجة اقوى من تلك الحجج ؟

بعد ذلك تحول الخطاب الحجاجي من طرح الآيات والدلائل المشاهدة لإثبات صدق البعث والنشور ، إلى الإخبار بعلامات الساعة الكبرى التي هي حق ، حيث اورد ذكرها وسردها بأسلوب بلاغي شديد اللهجة ، كالنفخ بالصور والبعث والنشور وتفتح السماوات ودك الجبال.

المقارنة بين حال المؤمنين والكفار يوم القيامة

تتحدث الآيات 21 إلى آخر السورة ، عن الحالة التي يعيشها كل من المؤمنين والكفار يوم القيامة.

قال تعالى ﴿ إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا (39) إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)﴾

حيث تبدأ هذه الآيات بالحديث عن حال الكفار المكذبين الذي وصفهم الله بالطاغين ، وهم الذين طغت ذنوبهم ومعاصيهم عن حدها ، فيتوعدهم الله بالجزاء السيء الذي يستحقونه لما قدمت ايديهم في الدنيا ولتكذيبهم بما وعدهم الله.

وهذه الآيات تقدم حجة قوية للناس في الدنيا للتفكير والإختيار بين الفريقين واي جزاء ينتمون إليه ، والوصف الدقيق لحالة العذاب والهول العظيم الذي يعيشه المكذبين يوم القيامة ، إنما هو لإقامة الحجة عليهم في الدنيا ، بأسلوب بلاغي قوي يصف مصيرهم إن لم يتوبو عما هم فيه من تكذيب وكفر.[7]

وقد ابتدأت الآيات بالحديث عن حال الكفار ، كون الخطاب موجه لهم بالمقام الأول ثم يتوجه الحديث حول حال المؤمنين والنعيم الذي يحضون به في الجنه ، وهذه المقارنة من الأساليب البلاغية القوية في ايصال المعنى ، حيث تضع الإنسان بين خيارين ، وهذه الخيارين مختلفين تماما بين نعيم وعذاب ، فالإنسان ذو العقل والفطرة السليمة من المؤكد ان يختار حال المؤمنين لما فيه من خير ونجاة من عذاب الآخرة ، أما المكذبين والذين في قلوبهم مرض ، فيستمرون في طغيناهم وتكذيبهم وغرورهم ، حتى يلاقون مصيرهم الذي توعدهم الله به ، ولا شفاعة لهم يوم القيامة مما هم فيه.

من الأساليب البلاغية التي زادت النص قوة في المعنى ، اسلوب الطلب بصيغة الأمر في قوله (فذوقوا) وما تحمله هذه الكلمة من دلالة على حالة الهوان والضعف الذي يعيشها الكافر يوم القيامة ، وفيها من التحدي والإذلال في قولة (فلن نزيدكم إلا عذابا) فهنا تظهر قوة بلاغية حجاجية على الكفار حتى إذا اصابهم العذاب فقد انزل الله عليهم الحجة في الدنيا فليس لهم منجى من عذابه يوم القيامة.

والآيتين الاخيرتين من السورة تقدم حجة واضحة لكل ما قدمته السورة حيث يصرح النص القرآني بالحجة المقدمة في الدنيا ، والخيار عائد على الناس في اتخاذ سبيل الله او الميل عن المسار السوي ، ومن ثم قوله (إنا انذرناكم عذابا) ويقصد به ان انزل الله تحذيره للناس في الدنيا ، بعد ذلك كل إنسان سيحاسب على ماقدمت يداه ، والكافر حينها لا يملك شفاعة ولا رحمة وسيعيش حالة من الندم والتحسر على ما قدم في دنياه ويتمنى انه لم يبعث او لم يخلقه الله ، وهذه يعطي مشهد من هول العذاب والندم والحسره حينها.

الختام

مما سبق ، تمثل هذه السورة من السور التي قدمت مقارنة عن حالة المؤمنين والكفار يوم القيامة وجزاء كل من الفريقين ، لتمثل حجة واضحة قوية للناس في دنياهم للإختيار في اي من الفريقين اصح ان يكونو ، وقد شملت هذه السورة على العديد من الصور البلاغية القوي التي زادت من قوة المعنى وايصاله بالطريقة الصحيحة للناس ، واستخدمت الاساليب الحجاجية في الإقناع والترغيب بالأمر او النزوح عن اخر ، والسورة عنت بطرح الحجج القوية لمجابهة المكذبين وارجاعهم عما هم فيه من تكذيب وتخبط فيما بينهم بشأن البعث والنشور في يوم القيامة.

فأنقسمت السورة إلى ثلاث مراحل ، الاولى مكونة من ثلاث آيات وهي السؤال والإستغراب من تساؤل الكفار وانكارهم لقضية البعث ويوم القيامة وانكارة بالسخرية والإستهزاء بالمؤمنين المصدقين به ، ثم تأتي المرحلة الثانية لتقدم الحجج القوية والمشاهدة لتمثل دليل قاطع على صدق ما أخبر به الله من يوم القيامه واهواله والإستعداد له ، واخيرا يتوجه الخطاب القرآني للمرحلة الثالثة المعنية بالمقارنة بين حال كل من المؤمنين والكفار بإستخدام اساليب بلاغية قوية في المعنى والايصال وكذلك لتمثل حجة للناس.

المراجع

أ. بلقاسم حمام. (2005). البلاغة العربية وآلية الحجة. الآثر - مجلة الأدب واللغات - جامعة ورقلة، 238 - 248.

حازم أحمد جمال سباغ. (2009). تفسير سورة النبأ. دمشق: جامعة دمشق.

د. مازن موفق صديق. (2010). الخطاب البلاغي وسياقات الدلالة القرآنية دراسة في سورة النبأ. مجلة التربية والعلم، 119 - 134.

محمد علي الصابوني. (2007). الإبداع البياني في القرآن العظيم. بيروت: المكتبة العـصرية.


[1] التعريف اللغوي للبلاغة ، المعجم العربي الجامع للمعاني.

[2] علي الجارم، مصفى أمين (2008)، البلاغة الواضحة، مؤسسة الكتب الثقافية للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت

[3] أ. عباس حشاني، مصطلح الحجاج بواعثه وتقنياته، صفحة 267-269

[4] تفسير الكشاف ، 1171

[5] أسئلة بيانية في القرآن الكريم، د. فاضل صالح السامرائي

[6] ملاك التأويل، أحمد بن ابراهيم الغرناطي: 2/1130 .

[7] من وحي القرآن، د. إبراهيم السامرائي: 155 .