سورة يس: دراسة في الاساليب البلاغية ودلالتها في التعبير القرآني

سورة يس: دراسة في الاساليب البلاغية ودلالتها في التعبير القرآني
سورة يس: دراسة في الاساليب البلاغية ودلالتها في التعبير القرآني

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الكريم المبعوث رحمة للعالمين وعلى آل بيته الأطهار وصحابته الأخيار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، ثم اما بعد :

تميزت النصوص القرآنية بثراءها بالأساليب البلاغية في إيصال المعنى صحيح وكامل خاصة في الحوارات التي تخاطب الناس في اتباع امر او الإنتهاء عن آخر ، وكون القرآن منزل بلسان عربي فهو الأدق في المعاني والأصح في التعبير والتصوير ، كونه منزل من لدن خبير عليم ، كذلك لم تخلوا الخطابات القرآنية من إستعمال بعض اساليب الحجاج البلاغي ، من اجل اثبات أمر والدفاع عليه من خلال تقديم الحجج التي تؤكده ، ما يجعل إيصاله إلى اذهان المتلقين أسرع والإعتقاد به اقوى.

ولكن ماذا يقصد بالبلاغة ؟ وكذلك ماالمقصود بالحجاج ؟ وماالعلاقة بينهما؟

أولاً البلاغة

تعرف البلاغة لغتاً على انها تصريف مشتق من بلغ وهو على وزن فعل ومعناه وصل ، فيقال بلغ هدفه ، اي وصل هدفه ، والبلوغ بمعنى الوصول ، اما في علوم البلاغة فالمقصود بهذا المصطلح الإيصال او إيصال الشيء[1] ، اما في تعريفها إصطلاحاً فتعرف البلاغة على انها الأساليب اللغوية المستخدمة في ايصال المعاني من خلال سياق نصي واضح مستخدما افضل التعابير وافصح العبارات في دقة المعنى وسلامة اللغة التي تنسجم مع سياق الحوار ، بحيث تساهم في إيصال المعنى كاملاً وصحيحاً من المتكلم إلى المستمع واستيعابه بالشكل المطلوب ، والبلاغة تمثل فن لغوي في دقة معانية وجمال مفرداته[2]

ثانياً الحجاج

يعرف الحجاج لغتاً على انه كلمة مشتقة من حجة ، والحجة بمعنى الدليل المقدم في امر ما ، او البرهان على شيء ، والحجاج يختلف عن الإحتجاج والذي بمعنى الإعتراض ، اما هنا فمعناه الدفاع عن رأي او قضية ما من خلال تقديم الدليل النافع على ذلك الرأي لإستيعابه والإقتناع به ، فيقال حاججته في امر ، اي دافعت عن رأيي في امر مقدما الدلائل على صحة موقفي ، ففي الحجاج تغلب الحجة الأقوى ويغلب امر صاحبها.[3] والحجاج إصطلاحاً يعرف كالتالي : الإعتراض المستند على تقديم البراهين والأدلة المثبته صحة ذلك الرأي بشكل يترك آثر في نفس المتلقي فيرسخ في قناعاته ويمنحه سلوك او توجه جديد مستندا على الحجة المقدمة[4] ، وقد عرفه الجرجاني في كتابه على انه كل دليل قدم في إثبات صحة رأي او دعوى[5]

ثالثاً العلاقة بين الحجاج والبلاغة

توجد على كبيرة بين الحجاج والبلاغة ، والأعم في القول ان تلك العلاقة تمثل كعلاقة الكل بالجزء ، حيث يمثل اسلوب بلاغي جديد ، فيستند الحجاج على كافة الأدوات واساليب البلاغة كونها تمثل اساليب حجاجية لتلبي اهداف في إيصال المعنى والإقناع دفاعاً عن رأي معارض ، ومن الأساليب البلاغية المعتمده في الحجاج نجد التشبيه والإستعارات والكنايات ، وكذلك التمثيل والطباق ، والسجع والتوكيدات اللفظيه وغير اللفظية ، واساليب الإنشاء الإستفاهمي والشرطي والقصر وغيرها من الاساليب البلاغية المختلفة.

ونجد ان دور الحجاج يختلف عن البلاغة في هذه الصورة ان الحجاج يمثل دور كبير في الإقناع بإستخدام الأساليب البلاغية لتؤثر في المتلقي ، وحديثاً ظهر محور بلاغي جديد يطلق عليه البلاغة الحديثه وكذلك البلاغة الحجاجية يمثل العلاقة التي تربط البلاغة بالحجاج في التعبير والمعنى.

وفي هذا المقال سنلقي الضوء على الأساليب البلاغية والحجاجية المستخدمة في السياق القرآني بـ سورة يس ، من خلال التحليل البلاغي والحجاجي والغاية منها وما الذي اضافته تلك الاساليب في إثراء المعنى والغاية المراد إيصالها ،،

التعريف بالسورة

سورة يس هي سورة مكية عدد آياتها ثلاثة وثمانون آية ، وترتيبها في المصحف السادسة والثلاثون ، وتتناول هذه السورة الحديث عن عدة قضايا كالبعث والنشور والقضايا التوحيدية ، وتعرض بعض القصص كـ قصة اصحاب القرية وغيرها ، وسميت بهذا الأسم نسبة للآية الأولى منها والتي تميزها عن بقية سور القرآن الكريم ،فلم يورد ذكر يس إلا في هذه السورة.

ويروى ان سبب نزولها يعود إلى قصة النبي حين جاءه ابي بن خلف متعدياً ومستهكماً في القول تكذيبا منه في قدرة الله على إحياء الموتى يوم القيامة فقال للنبي : يا محمد اترى ان الله يحيى هذا بعد ما رم ؟ فأجابه النبي ﷺ : نعم فهو على كل شيء قدير ، فأنزل الحق عز وجل هذه الآيات رداً على من يكذب بقدرة الله على إحياء الموتى ، فلينظر لقدرته في خلق السماوات والأرض وخلق الإنسان وإنبات الارض بعد موتها وإنزال المطر ، فقد قدمت الآيات حجج قوية تثبت عظيم قدرة الله سبحانه وتعالى عما يصفون.[6]

الخطاب الحجاجي في سورة يس

تمثلت آيات الكتاب الحكيم بكونها خطاب إلهي موجه للناس كافة فنجد آياته تحمل الاساليب البلاغية ذو القوة الحجاجية في إيصال المعنى إلى المتلقي ، فتكثر فيه الحجج المقدمة والأدلة والبراهين في سياق النص القرآني في كل قضية يناقشها ، وذلك ما يجعله خطابا حجاجياً يراعي نسبة الإعتقاد لدى المتلقي ، ويقيس مستوى إدراكه في كل زمان ومكان.

وفي هذه السورة فقد شملت في مجمل آياتها على عدة اساليب بلاغية ، واستخدمت الخطاب الحجاجي للإستدلال من اجل إثبات دعوى ما او نفي آخرى ، فنجد في قصة اصحاب القرية التي ورد ذكرها في قوله ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ﴾ في الآيات من 13 إلى 32 ، فهذه الآيات تمثل أسلوب بلاغي في الحجاج من خلال نوعين من الإستدلالات ، أولهما في التمثيل والإستقراء فتصف الآيات طبيعة الحال بين الرسول ﷺ والقوم المرسل إليهم ، وتصف الآيات الأحداث الواردة في القصة ، كـ حال اصحاب القرية الذين كذبوا الرسل الذين ارسلوا إليهم وتقدم وصف دقيق على طبيعة تلك الأحداث ، فبينت عدد الرسل المرسلين ، وكيف ازداد العدد وسبب زيادته الناجم عن تكذيبهم للسابقين ، وكيف دار الحوار بين اهل تلك القرية مع الرسل ، كل ذلك مثل الأسلوب الحجاجي الذي دار بين الفرقتين وهم الرسل واهل القرية وكيف حاجج كل منهم الآخر ليدافع عن رأيه ، ويطلق على هذا الاسلوب الحجاجي بـ التمثيل.

اما النوع الحجاجي الآخر فهو الإستدلال بالإستقراء ، ويقصد به وصف حال اصحاب القرية والرسل المرسلين إليهم ، وعرض صورة من حال الامم الذين سبقوهم الذي كذبوا رسلهم وكيف كانت عاقبتهم ، كل تلك الأشكال الدلالية التي تضمنتها الآيات تمثل أحد الأساليب البلاغية في الحجاج من خلال الإستقراء

هناك صورة حجاجية اخرى في الإستدلال البلاغي بالتمثيل ، وهو احد الأساليب البلاغية في الحجاج ويعني به ، المقارنة لإستدلال على ثبوت الحكم لحدث من حكم حدث اخر مشابه له ، فيقاس الحكم بالتمثيل ، او الحكم على كل من جزء فيه ، وهذا الأسلوب يعتمد على المقارنة بين امرين مشتركان في الصفات والظروف[7] ، ويصح هذا الأسلوب في الحجاج من خلال توفر شروط واركان تجعل التمثيل صحيح ، وهذه الاركان هي الاصل وهو الممثل به وهم المشركين من اهل مكة الذين كذبوا الرسول ، والفرع وهو الممثل وهم اصحاب القرية الذين كذبوا الرسل ، الصفة المشتركة وهي التكذيب للرسل ، النتيجة المشتركة وهي التوعد بالعذاب لتكذيبهم الرسل وعدم أخذ العبرة ممن سبقوهم من المكذبين الذين لقوا العذاب.

اما في قوله تعالى ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ﴾ فنجد أسلوب بلاغي قوي في دحض حجج المكذبين في إنكار قدرة الله على البعث من خلال تقديم حجة أقوى في الإجابة عن سؤالهم الذي نلحض فيه سذاجة هذا القوم الذين ينكرون قدرة الله ولا يستطيعون ان الإجابة عن السؤال هم إن كانوا قد انكروا قدرة الله ، فتأتي الإجابة لتبطل حجاجهم في إنكار البعث بشكل جدال دائر بينهم وبين الخطاب الإلهي على لسان الرسول في قوله تعالى (قل) وهو فعل امر فاعلة ضمير عائد على المخاطب وهو الرسول بمعنى قل يا محمد ، قال تعالى ﴿ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ۞ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ۞ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ۞ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ۞﴾ [يس 79 – 82]

وقد اتت الإجابة على سؤالهم لتطبل حجاجهم بحجة اقوى ، وهي الإستدلال بالخلق اول مره ، وايضاً خلق الأشجار واستخدامها في إشعال النيران ، وهذه صورة تصف تسخير النعم للإنسان ، فيعود الخطاب القرآني ليؤكد على حجته القوية بالتساؤل من حال هؤلاء القوم ذو التفكير المشوه ، فيقول في تساؤله ﴿أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ﴾ ويعني ان خلق السماوات والأرض اكبر من خلق الإنسان فكيف يعجز من خلق السماوات والأرض في ستة ايام ان يميتهم ويبعثهم ليعذبهم ويأتي بخلق جديد ، فالأمر له وقدرته تفوق كل التصورات والتوقعات وهو القادر فوق عباده ، والذي لا يعجزه شي في الأرض ولا في السماء.

المشهد الآخر في الإستدلال لتقديم الحجة الثابته ، في قوله تعالى ﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ وهذه الآية تحمل اسلوب بلاغي في الحجاج عن طريق الإستدلال بالإستقراء والنظر ومراجعة التاريخ وحال من سبقوهم من الأمم الذين استهزؤا بالرسل ، فالحجاج هنا عن طريق الإستقراء وقياس الكل على الجزء ، او الاخذ من الخاص للحكم على العام ، وبالرغم من تكذيب القوم بالرسل إلا ان من رحمة الله ان جعل في ذلك الحسرة عليهم مما بدر منهم من إستهزاءهم وتكذيبهم بالرسل ، ويتأسف من حالهم ، كونهم لم يعتبروا بالحجة المقدمة من الإستدلال بمن سبقوهم من القرون الذين اهلكهم الله لكفرهم وتكذيبهم ، وتلك العبرة التي وضعها الله فيمن سبقوهم من القرون الهالكه حجة قوية لا يكذب بعدها إلا القوم الذين ظلموا انفسهم.

بعد ذلك تغير مسار الخطاب القرآني في الحجاج مع هؤلاء القوم المكذبين ، إلى المحاججة بالإستدلال بالمعاينة ويقصد به تقديم الدلالات الحسية المشاهدة من حولهم ، وهي دلالات منطقية حسية تقدم حجة واضحة آخرى ، فنجد ذلك في قوله عز وجل ﴿ وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ ۞ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ ۞ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ۞﴾ [يس 33 – 35]

فتعرض عليهم الآيات دلائل حية ومشاهدات واقعية من حولهم للتأكيد على قدرة الله في الخلق والبعث ، وكان من اعظم الآيات والدلائل التي من الاصح ان يصدق بها وبقدرة الله على البعث والنشور هي إحياء الأرض بعد موتها ، وإنبات الزرع الحي من الأرض الميته ، وهذا اكبر دليل على قدرة الخلق والبعث ، ولكن كيف لهم ان ينكروا ذلك ولا يشكرون الله على ماقدم لهم ، إنهم قوم جاهلون ، واستمر الله بتقديم تلك الدلالات المعاينة ﴿وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ﴾ وهذه الآية العظيمة في تعاقب الليل والنهار حجة آخرى مقدمة ، لعلهم يؤمنون ويعودوم عن تكذيبهم ويتوبون إلى الله.

وتخبر الآيات بمشاهدات حية تمثل إعجاز علمي سابق لعصره ، حيث تصف لنا ما يدور في ملكوت السماء وحالة الشمس والقمر والكواكب في الفضاء ، حيث وقد اكتشف العلم الحديث ذلك مؤخراً ، في حين ان القرآن قد وصف هذا المشهد بشكل دقيق منذ أكثر من اربعة عشر قرن مضت ، فكيف لا يؤمنون وقد قدمت إليهم الحجة الأقوى والدلائل القاطعة على صدق ما انزل على النبي.

واخيراً قدمت الآيات في الخطاب الحجاجي الذي شملته صورة بديعة من الإستدلال بالإخبار وإستحضار الأحداث ومن الله على عبادة بما اعطاهم من النعم ، قال تعالى ﴿ وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ۞ وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ۞ وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ ۞ إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ ۞﴾ [يس 41 – 44] ، فتحدثت الآيات عن حادثة الطوفان في زمن نوح عليه السلام ، والذي يصف عناية الله بالبشر وتسخير كل مافي الأرض لخدمتهم وتسهيل امورهم ، وهو قادر على إغراقهم وإهلاكهم لكفرهم ولكن من رحمته بعبادة فقد نجاهم.

ونجد ان الكفار والمكذبين بالرغم من عظمة ما قدمت لهم من الحجاج والدلالات العظيمة المتفاوته من مشاهد ومعاينة حية ، ودلالات إخبارية ، ودلالات إستقرائيه وتمثيليه ، إلا ان اكثرهم مستمرين في ظلالهم وكفرهم ، مصرين على المعاصي والمضي في طريق الظلال والكفر ، وسوف يلاقون العذاب الشديد كمن سبقهم من الأمم والقرون الذين عصوا الله وكذبوا برسله ، وهذا وعد حق ولا يخلف الله وعده.

الخاتمة

من خلال ماسبق نجد ان سورة يس احتوت على اسلوب حواري استخدم العديد من الأساليب البلاغية القوية التي زادت في المعنى قوة ووضوح ، وكما نجد ان الخطاب الصادر من المولى عز وجل على لسان رسوله إلى المكذبين بتلك الرسل حوار حجاجي واضح إشتمل على عدة اساليب بلاغية للحجاج في إثبات عدة قضايا ، في صدق الرسل ودعوتهم ، وقدرة الله على البعث والنشور ، فنجد أسلوب الحجاج يتنوع من خلال الإستقراء لحال الأمم والعصور السابقة لهم الذين كذبوا الرسل وحق عليهم العذاب ، وكذلك في التمثيل والمقارنه بين حال هؤلاء القوم بمن سبقهم في اشتراكهم بصفات التكذيب والنكران ، وايضا من خلال المعاينة للشواهد الحالية المحيطة بالإنسان من خلق السماوات والأرض والتي تمثل آيات ودلائل عظيمة على قدرة الله في البعث والنشور كـ إحياء الأرض الميتة التي تعد من الآيات العظيمة في إحياء الموتى ، نجد ان الحجاج سلك مسلك اخر في الإخبار وإستحضار حقائق ووقائع حدثت كـ إنجاء الناس من الطوفان وتسخير مافي الأرض للناس ، ولكن بالرغم من كل ذلك نجد ان اكثرهم مازالوا على ظلالتهم وكفرهم ، ولهذا فقد توعدهم الله بأشد العذاب الذي سيحل عليهم كما اهلك الله الأقوام من قبلهم حين كذبوا الرسل وأنكروا الحجج القاطعة المقدمة لهم ، دون تقديم دليل اقوى لإبطال ما انزل الله عليهم من حجج ودلالات واضحة وجليه.

المصادر

  • عايدة الشرباتي ، سورة يس دراسة تحليلية ، 2006م ، برنامج الدراسات العليا – جامعة القدس
  • عبد القاهر الجرجاني ، درج الدرر في تفسير الآي والسور ، 2008م ، مجلة الحكمة – بريطانيا
  • محمد بوسكرة ، آليات الإستدلال المنطقي في الخطاب القرآني ، 2020م ، مجلة الأداب واللغات المحكمة في جامعة محمد بوضياف ، المسيلة – الجزائر
  • ويرا فروتا ، القصر في سورة يس (دراسة وصفية تحليلية بلاغية) ، 2008م ، الجامعة الإسلامية الحكومية بمالانج
  • أ.محمد الزين جيلي ، مقياس البلاغة والحجاج ، 2020م ، جامعة عبد الرحمن ميرة – بجاية
  • آيات حنفي ، تعريف سورة يس وسبب تسميتها ، 2020م ، موقع المرسال (رابط)

[1] تعريف البلاغة ، معجم المعاني الجامع - معجم عربي : عربي

[2] مفهوم البلاغة وتعريفها في كتاب البلاغة الواضحة لـ على الجارم ، 2008م

[3] محمد بن أبي بكر الرازي ، مختار الصحاح ، دار الكتاب العربي ، بيروت1667م

[4] طه عبدالرحمن ، اللسان والميزان أو التكوثر العقلي ، المركز الثقافي العربي ، بيروت ، 1998م

[5] علي بن محمد السيد الشريف الجرجاني ، التعريفات، دار الإيمان ، مصر، 2004م

[6]   من أسباب النزول سورة يس ، موقع نداء الإيمان

[7] أمال المغامسي ، الحجاج في الحديث النبوي ، الدار المتوسطية للنشر ، 2016م