السنغال تاريخ وجغرافيا وكيف كان لموقعها دوراً في اهميتها

السنغال تاريخ وجغرافيا وكيف كان لموقعها دوراً في اهميتها
دولة السنغال تاريخ وجغرافيا وسياسة

نبذة تاريخية عن الدولة

جمهورية السنغال الإسلامية، هي احدى الدول الأفريقية التي سكنها الجنس البشري خلال عصور ماقبل التاريخ لموقعها المتميز الواقع في الجزء الغربي من قارة أفريقيا، جنوب نهر السنغال الذي تعود تسمية الدولة تبعا لهذا النهر. لقد ظهرت العديد من الممالك التي حكمت السنغال في العصور الوسطى مثل  تكرور ،ونامانديرو، وجولوف، وكانت اقدم تلك الممالك التي حكمت الجزء الجنوبي هي كازامانسا والتي تأسست على ايدي جماعة بينونك، اما الجزء الشرقي فقد كان تابعا لإمبراطورية غانا.

بعد ذلك تسلسل النزاع للسيطرة على السنغال وظهرت إمبراطوريات وممالك مختلفه حكمت السنغال آنذاك خلال عصور ما قبل الإستعمار الفرنسي، حيث تنافست العديد من الدول الأوروبية للسيطرة على المنطقة وإستخدامها كقاعدة تجارية في تجارة الرقيق، بعد ذلك توغل الفرنسيون داخل أراضي السنغال حتى احكموا السيطرة عليها.

دولة السنغال

ظلت السنغال تحت سيطرة الإستعمار الفرنسي لفترة من الزمن، حيث كانت دكار عاصمة المستعمرة الفرنسية بعدها تم إنشاء إتحاد مالي من خلال ضم السنغال مع السودان الفرنسي انذآك، بعدها تم اعلان استقلال إتحاد مالي عام 1960م، ولم يلبث إتحاد مالي المستقل سوى شهر واحد حتى انفصل الى دولتين السنغال ومالي بسبب مشاكل سياسية، بعدها تم تنصيب اول رئيس منتخب للسنغال وهو ليوبولد سنغور، وتم اعلان داكار الواقعة في شبه جزيرة كاب-فيرت كعاصمة لها. [1]

الموقع الجغرافي للدولة

الموقع الجغرافي للسنغال

تقع جمهورية السنغال في الجزء الغربي من القارة الأفريقية وتمتلك حدود برية من ثلاث اتجاهات وحدود بحرية من جهة الغرب، فيحدها خارجيا من الغرب المحيط الأطلسي، ومن الشمال فيمثل نهر السنغال الحد الفاصل مع موريتانيا، اما من الشرق فتحدها مالي الأفريقية، وتحدها من الجنوب غينيا وغينيا بيساو، ونلاحظ من الخرائط ان السنغال لديها حدود داخليه مع غامبيا حيث تحيطها من ثلاث اتجاهات الشمال والشرق والجنوب. [2]

شكل الدولة ومقوماتها الطبيعية والبشرية

تبلغ مساحة السنغال 200 الف كم2، وإلى جانب حدودها الخارجية المذكورة سابقا، فإنها تمتلك حدود داخلية ايضا مع غامبيا التي تتوسطها وتشغل مساحة 10 الف كم2.

تمتاز السنغال بتنوع التضاريس حيث تمتلك سهول واسعة، وسلاسل جبلية منتشرة على حدود ومنتصف الدولة، كذلك تنتشر في اراضيها الغابات المطيرة وتمتلك ايضا أفضل شواطئ افريقيا، كذلك تمتلك السنغال أربعة أنهار رئيسية ممتدة من الشرق إلى الغرب وهي نهر السنغال، ونهر سالوم، ونهر كامبيا، ونهر كاسامانكي كاسامانسا، ومن الشمال يفصلها نهر السنغال عن موريتانيا، ومن الجهة الغربية يمتد ساحل السنغال بطول 499 كم على المحيط الأطلسي، ومن الجنوب تظهر سلسلة جبال فوتا جالون التي تمثل حدود طبيعية تفصلها عن غينيا.

ومعظم اراضيها زراعية والأخرى تمثل غابات ومراعي وهي الاغلب، وتمتلك السنغال مناخ استوائي متنوع من ارتفاع درجات الحرارة ونسبة هطول الامطار حسب الإتساع والموقع الجغرافي لاراضيها، كذلك تمتاز بالتنوع الحيوي في اراضيها من  الحيوانات والنباتات النادرة والمتنوعة.

ويبلغ عدد سكان السنغال تقريبا 11 مليون نسمة، يعيش اغلبهم في المدن والمناطق الحضرية، وتبلغ نسبة الأمية أكثر من 50% من اجمالي عدد السكان. [3]

النظام السياسي للدولة

علم السنغال

نظام الحكم الداخلي في السنغال يتمثل في إطار من الرئاسة الجمهورية الديمقراطية، فالرئيس المنتخب يمثل رئيس الدولة و الحكومة، وهو المتحكم في اعمال السلطة التنفيذية، اما الحكومة والبرلمان فهما المتحكمان في السلطة التشريعية، اما السلطة القضائية فهي سلطة مستقلة السلطتين التنفيذية والتشريعية، ويمثل ليوبولد سنغور أول رئيس للسنغال بعد الاستقلال عام 1960م.

حيث يتم اختيار رئيس البلاد عبر انتخابات مباشرة وحرة، وتمثل الفترة الرئاسية للرئيس المنتخب فترة خمس سنوات، وتتكون الجمعية الوطنية من 150 عضو يتم انتخابهم بشكل منفصل عن الرئيس.

وتتمتع السنغال بثقافة سياسية ديقراطية ناجحة، وتمثل واحدة من انجح التحولات الديمقراطية في افريقيا، حيث انها لم تشهد اي صراعات سياسية شديدة القسوة او انقلاب ضد نظام الحكم الحالي منذ اعلان استقلالها عام 1960م حتى اليوم.[4]

المواطنة والجنسية في الدولة

تم وضع القوانين والمواد الدستورية في السنغال التي تنظم مسألة المواطنة المحلية والحقوق والجنسية للمواطنين في السنغال، حيث تم وضع قوانين تساوي بين الرجل والمرأة من حيث الحقوق المتعلقة بالجنسية والمواطنة، كما ان بعض المواطنين يمتلكوا جنسيات اخرى كالفرنسية والإسبانية، ويمكن ان تمنح الجنسية السنغالية للاجنبي المقيم او عن طريق النسب اوالزواج.

حيث ان المواطنين السنغاليين يمكنهم الحصول على جواز سفر سنغالي يمكنهم من السفر إلى الدول الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وعدة دول أخرى منها العربية والاجنبية ودول شرق اسياء. [5]

التركيب الديموغرافي للدولة

ان اكثر من نصف السكان المحليين في السنغال يسكنو الارياف، ويقطن السنغال مايقارب 50 ألف مواطن أوروپي اغلبهم فرنسيين،واخرين من مختلف الجنسيات مثل لبنان وفيتنام، ويعيش هؤلاء في المدن، اما اللغة الرسمية للدولة هي اللغة الفرنسية، ولكن اغلب المواطنين يتكلمون اللغات المحلية كـ الولوف. ويعيش العديد من المواطنين السنغال في بعض الدول الاروبية مثل فرنسا واسبانيا وايطاليا.

وتتعد الجماعات العرقية في السنغال كما يلي:

  • الولوف
  • الفولا
  • السرر
  • الجولا
  • الماندينكا
  • السونينيك
  • أوروبيون
  • لبنانيون
  • ڤناميون
  • آخرون

اما عن الديانات في السنغال، فيمثل الإسلام الدين الاساسي للدولة، حيث تمثل نسبة المسلمين ب 94% من سكان السنغال،ايضا نجد معظم جماعتي جولا والسرر معتنقين للمسيحية وتوجد بعض الديانات الأخرى كـ الارواحية، وعبادة الحيوانات، وعبادة النباتات والمعادن. [6]

الوضع الإقتصادي والسياسي الإقليمي للدولة

بالرغم ثراء السنغال بالثروات الطبيعية التي من المفترض ان تجعلها في قائمة الدول الغنية والمنتجة، إلا انها لا تزال تعتمد وبشكل كبير على المساعدات التي تأتيها من المانحين ويتمثل الاستثمار فيها بشكل كبير على الإستثمارات الاجنبية، حيث ينعدم وجود إستثمار محلي يستغل ثروات البلاد ويساهم في نهضة إقتصادية محلية واقليمية للسنغال، اما صادراتها فتنحصـر في تعديد  الفوسفات، وإنتاج الاسمدة، والصيد البحري، مما ادى إلى ركود اقتصادي للدولة مما ادى إلى ارتفاع نسبة البطالة ومؤخرا تم تصنيف السنغال ضمن قائمة الدول الـ 25 الأشد فقرا في العالم

اما بالنسبة للوضع السياسي الاقليمي للسنغال، فقد احتلت مكانة بارزة في العديد من المنظمات الدولية التي تتبعها، وتمثلت العلاقات الخارجية بعلاقات ودية مع العديد من الدول المجاورة ودول اوروباء وغيرها، وساهمت بشكل كبير في توفير المساعدات لدول العالم الثالث من الدول المتقدمة. [7]

التحالفات والمنظمات الدولية التي تتبعها الدولة

كانت العلاقات بين السنغال والعديد من الدول الاخرى، علاقة ودية وتجمعهم مصالح اقتصادية وسياسية مشتركة، ساهمت تلك العلاقات بان تحتل السنغال مكانة عالية في عدد من المنظمات الدولية، فقد كانت عضوا في مجلس الأمن الدولي للأمم المتحدة، ومن ثم تم انتخابها للجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عام 1997.

ايضا تمثل السنغال جزء من الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، وتتكامل مع الهيئات الرئيسية للمجتمع الدولي، أيضا اصبحت عضو في الاتحاد الافريقي وتجمع دول الساحل والصحراء. [8]

ومن المنظمات والجمعيات الدولية التي تتبعها السنغال مايلي :

ACCT

IFRCS

اليونسكو

WToO WTrO &

البنك الدولي للإنشاء والتعمير

ACP

منظمة العمل الدولية

UNTAET

NAM

منظمة الطيران المدني الدولي

AfDB

صندوق النقد الدولي

UPU

OAU

بعثة الأمم المتحدة للإدارة المؤقتة في كوسوفو

ECA

IMO

WADB

منظمة التعاون الإسلامي

المحكمة الجنائية الدولية

إيكواس

إنمارسات

WAEMU

منظمة حظر الأسلحة الكيميائية

الاتحاد الدولي لنقابات العمال الحرة

الفاو

انتلسات

WCL

الأمم المتحدة

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية

منطقة حرة

ICCt

اليونيدو

الانتربول. الشرطة الدولية

الوكالة الدولية للطاقة الذرية

جي 15

اللجنة الأولمبية الدولية

WFTU

منظمة الجمارك العالمية

البنك الإسلامي للتنمية

IDA

المنظمة الدولية للهجرة

يونيكوم

منظمة الصحة العالمية

الصندوق الدولي للتنمية الزراعية

ICRM

الاتحاد الدولي للاتصالات

تجمع دول الساحل والصحراء

بعثة الأمم المتحدة في البوسنة والهرسك

مؤسسة التمويل الدولية

PCA

الاتحاد الافريقي

CEDEAO

الويبو

الأونكتاد

اهم مشكلات الدولة السياسي

تمثل السنغال احد الدول الافريقية التي لم تشهد انقلاب سياسي منذ اعلان الإستقلال عام 1960م، حيث ان السنغال تتمتع بوعي وثقافة سياسية عالية، رغم الفساد الإقتصادي الذي جعل منها في قائمة الدول الفقيرة.

ايضا يرجح الكثير إلى عدم وجود اي تدخلات خارجية في إدارة السياسات الداخلية للدولة، وكذلك تتمتع السنغال بعلاقات سياسية ودية مع الكثير من الدول الاوروبية والمجاورة، وكانت اخر اهم المشاكل السياسية للدولة عام 1960م مع دولة مالي المجاورة لها، والذي انتهي ذلك الخلاف بإنفصال إتحاد مالي إلى دولتين. [9]

مدى امكانية حدوث انفصال داخلي او اتحاد خارجي

حاليا ليس من المتوقع إحتمالية حدوث إنفصال داخلي في السنغال، ربما بسبب الإستقرار السياسي الذي تعيشة الدولة منذ اعلان الإستقلال، اما من جانب اخر فقد يرى البعض ان حدوث انفصال داخلي احتمال وارد، بسبب سوء الوضع الإقتصادي الذي تعيشة البلاد، او ربما بسبب التنوع العرقي والصراعات الداخلية القديمة التي من المحتمل ان تظهر بين تلك الجماعات، فليس السبب متعلق دائما بالجانب السياسي فقط، وله احتمالات اخرى واردة.

اما في جانب حدوث اتحاد وتحالفات خارجية، فهذا ما يتوقعه الكثير بسبب العلاقات الودية، السياسية والإجتماعية بين السنغال والدول الأخرى الاوروبية والمجاورة، فقد سعت السنغال دوما في حل النزاعات وخلق مبادرات السلام بين بعض الدول المتصارعه، فمن المتوقع مستقبلا إنشاء تحالف دولي بين السنغال واحدى الدول المجاورة، ربما مالي. [10]

وجهة نظر

لا نجد ان السنغال كان لها مرحلة قوة سواء اقتصادية او سياسية في فترة مابعد الإستقلال، حيث كان من المتوقع ان تظهر السنغال نمو اقتصادي قوي وعسكري لو استمر اتحاد مالي لفترة اطول فقد كان يهدف لخلق قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية مشتركة.

من المكن ان تكون تلك المرحلة اواخر التسعينات تمثل نهوض قوي للدولة في الجانب الإقتصادي والسياسي، ولكن بسبب الفساد في الجانب الإقتصادي في البلاد فقد تحطمت كل تلك الآمال بالنهوض الإقتصادي، والخروج من دائرة الفقر المسيطر على البلاد.

رغم ذلك ما زلنا نرى بوادر تشير إلى نهضة جديدة قد تحدث في السنغال، ربما بسبب تراجع مستوى الأمية الذي كان يمثل اكثر من النصف خلال السنوات الماضية، وربما بسبب التطور المستمر في العلاقات السياسية الخارجية، والدور الذي تبذلة الحكومة في سبيل ايجاد حلول لإنهاء الأزمة الإقتصادية التي تمر بها البلاد.

المصادر

[1] دكتور عبد الله عيسى، مجمل تاريخ السنغال من القرن 11 إلى نهاية القرن 19، 2020، رابط

[2] منصة معرفة، دولة السنغال، 2021، رابط

[3] محمود شاكر، مواطن الشعوب الإسلامية في أفريقيا، السنغال، 1988، رابط

[4] سياسة السنغال – ar.esc.wiki، 2021، رابط

[5] تقرير عن القانون السنغال – docstore.ohchr.org، 2012، رابط

[6] ديموغرافيا السنغال – منصة معرفة، 2021، رابط

[7] تقرير عن القانون السنغال –  docstore.ohchr.org، 2012، رابط

[8] مقال حول سياسة السنغال – vvikipedla.com ، 2021، رابط

[9] سياسة السنغال – ar.esc.wiki، 2021، رابط

[10] العلاقات الخارجية للسنغال – vvikipedla.com، 2021، رابط