اسماء الله الحسنى ، لأنك الله رحلة إلى السماء في معاني 10 اسماء

اسماء الله الحسنى ، لأنك الله رحلة إلى السماء في معاني 10 اسماء
اسماء الله الحسنى ، لأنك الله رحلة إلى السماء في معاني 10 اسماء

المقدمة

قال تعالى : ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾

ان الله عز وجل قد اطلق على نفسه العديد من الأسماء والصفات التي لايمكن ان يتصف بها احد من عباده، وهي تسعا وتسعون إسم تتجلى فيها معاني العظمة والرحمه وقدرته الإلهية، وحده عز وجل ينفرد بتلك الأسماء والصفات، وتكاد لا تخلوا سورة او صفحة من صفحات القرآن الكريم إلا ويذكر فيها بعض من تلك الأسماء، جعل الإيمان بها واليقين المطق على إتصاف الله وحده بها، شرطا اساسيا من شروط الإيمان بالله عز وجل فالتصديق بها يزيد من إيمان العبد بربه وتقوي يقينه بقدرة الله وعظمته سبحانه.

وفي هذا المقال فقد ركزنا بالحديث عن عشرة من أسماء الله الحسنى وهي:

الصمد، الحفيظ، اللطيف، الشافي، الوكيل، الشكور، الجبار، الهادي، الغفور، القريب

الصمد

الصمد اسم بالغ الهيبة، قوي الحروف، شامخ المعنى، قليل الورود والذكر، ذو جلالة خاصة.

إذا حاصرتك الحاجات، وداهمتك الخطوب، والتفّت من حولك الهموم، وأخذت روحك في الهرب إلى المجهول، فأنت بحاجة إلى أن تصمد إليه.

سيمدك بكل ما تحتاجه لتكون قوياً في هذه الحياة، وتجابه واقعك بشموخ، وتتجاوز عقدك بعزيمة!

الصمد هو من تلجأ إليه الخلائق، المقصود في الرغائب، المستغاث به عند المصائب، والمفزوع إليه وقت النوائب.

وهو الذي تقدست ذاته عن إدراك الأبصار والأعيان، وتنزه جلاله عن أن يدخل تحت الشرح والبيان، مهما كان العقل متألقاً، لن يستطيع أن يحيط بذات الله العلية، لا يعرف الله إلا الله. ذكر اسم الله تعالي الصمد مرة واحدة في القرآن الكريم في سورة الإخلاص، قال الحق عز وجل ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)

الحفيظ

إذا شعرت أن حياتك في خطر، أو أن المرض يهدد صحتك، أو كان ابنك بعيداً عنك وقد خشيت عليه من الضياع أو رفقاء السوء، أو أن مالك الذي جمعته قد بات قاب قوسين أو أدنى من التبدد والتلف فاعلم أنك بحاجة إلى أن تعلم أن من أسماء ربك سبحانه "الحفيظ" وأنه ينبغي عليك أن تجدد إيمانك بهذا الاسم العظيم، وأنه قد جاء الوقت المناسب لتتفكر فيه وتتأمل..

فهو وحده من يحفظ حياتك، ويحفظ صحتك، ويحفظ أبناءك ويحفظ مالك، ويحفظ كل شيء في هذه الحياة، قال تعالى ﴿وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ﴾

اللطيف

الله جلّ جلاله يعطي النعم لعباده ويصرف عنهم كل سوء، فهو الحامي والمدافع عن النفس البشرية من كل الشرور. فإذا أراد اللطيف أن يصرف عنك السوء، جعلك لا ترى السوء، أو جعل السوء لا يعرف إليك طريقاً. أو جعلكما تلتقيان وتنصرفان عن بعضكما وما مسك منه شيء.

اسم اللطيف. ستكتشف لو تأملته أن لا مستحيل في هذه الحياة، وأن الله قادر على كل شيء، وأن أحلامك المستحيلة ستغدو ممكنة التحقق إذا ما طرقت باب اللطيف.

واللطف خفاء المسلك ودقة المذهب، فلن يوصل إليك إحسانه برفق إلا من يصل علمه إلى دقائق الأمور وخفايا النفوس، وهو المحسن إلى عباده في خفاء وستر من حيث لا يعلمون، ويسبب لهم أسباب معيشتهم من حيث لا يحتسبون قال تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾

الشافي

اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على القدرة الإلهية في علاج ما تشتكيه النفوس والقلوب من الأمراض، وما تشتكيه الأبدان من الآفات، هو الذي يبرئ ويعافي على وجه الحقيقة.

الشافي من أسماءه سبحانه التي نحمده عليها، نحمده أن تسمى بهذا الاسم، واتصف بصفة الشفاء، وأن كان هو وحده من يشفي ويعافي أجساد عباده، وهو اسم يفصح عن معناه، ويعكس ظاهره خبايا باطنه. قال تعالى ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾.

الوكيل

الكفيل بأرزاق العباد، والقائم عليهم بمصالحهم، وهو سبحانه الوكيل الذي يتولى بإحسانه أمور عباده المتقين، الذين يلجأون إليه ويعتمدون عليه، فيكفيهم ويغنيهم ويرضيهم. ومن خلال النظر في هذا الإسم، فإن من الواجب على الإنسان التوكل على الله في السراء والضراء، ولن يخذلك تعالى لأنه على كل شيءٍ قدير، فنحن من دون الله لا حوْلَ لنا ولا قوة. قال سبحانه وتعالى ﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾.

الشكور

قال تعالى ﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا﴾، فهو سبحانه يشكر القليل من العمل الخالص النقي النافع، ويعفو عن الكثير من الزلل ولا يضيع أجر من أحسن عملا بل يضاعفه أضعافا مضاعفة بغير عد ولا حساب، ومن شكره أنه يجزي بالحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وقد يجزي الله العبد على العمل بأنواع من الثواب العاجل قبل الآجل، وليس عليه حق واجب بمقتضى أعمال العباد وإنما هو الذي أوجب الحق على نفسه كرما منه وجودا، والله لا يضيع أجر العاملين به إذا أحسنوا في أعمالهم وأخلصوها لله تعالى، ومن شكره سبحانه وتعالى ماجاء في قوله ﴿مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ﴾.

الجبار

أنه يجبر أجساد وقلوب عباده، العيش في كنفه يمدنا بمراهم الصحة وضمادات السعادة، ومسكنات الأوجاع، سمى نفسه بالجبار، ليعلّم عباده أنه هو القادر على جبرها فيلتجئون إليه، هو المصلح للأمور من جبر الكسر إذا أصلحه وجبر الفقير إذا أغناه، وهو القاهر على خلقه فيما أراده من أمر ونهي. قال تعالى ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾

الهادي

يهدي عباده إليه، ويدلهم عليه، وعلى سبيل الخير والأعمال المقربة منه عز وجل، هو الذي مَنَّ بهداه على من أراد من عباده فخصه بهدايته، وأكرمه بنور بتوحيده، فالهداية من أعظم نعم الله على عباده وسائر خلقه، وأفضل الدعاء بالهداية، فبالهداية ابتدأ القرآن الكريم، ليدعوا المسلمين ربهم بطلب الهداية إلى الصراط المستقيم السوي فلا يضل من اهتدى، قال تعالى ﴿وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾.

الغفور

الساتر لذنوب عباده وعيوبهم، والمتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم، فالله عز وجل يغفر ذنوب عباده مرة بعد اخرى، إذا ظن الإنسان أن ذنبه عظيم، فإن الله الذي يعلم كل ذنبوب عباده جميعا، وجعل باب التوبه مفتوحا، وجعل مغفرته للذنوب وعفوه وكرمه لا حدود له فقد وعد عباده بالعفو عنهم وانه يغفر الذنوب جميعا، وهذا الإسم يحمل كل العديد من معاني العفو والكرم والرحمة والتسامح الذي ينفرد به الله سبحانه، فلا يبالغ العبد بالمعاصي وارتكاب الذنوب، فإن المغفرة تشترط التوبة والندم على ارتكاب الذنوب وعدم العودة لها مرة اخرى، قال تعالى ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾

القريب

الله ليس ببعيد عن عباده، ولايخفى عليه من الأمر شيء، فالقريب سبحانه وتعالى بعلم وبسمع وبصر، ليس قريب قرب ذات، لأن ذاته العلية منزهة عن مثل هذا القرب، وقربه بإستجابة الدعاء، وانزال رحمته على عباده، قربه عام لخلقه فأحاط بعلمة كل شي، ولا يخفى عليه شي حتى في ما تكنه الصدور، وقرب خاص لعباده المتقين، الذين يسألونه إستجابة الدعاء، ويلجأون له في جميع امورهم، فهو سميع لهم قريب منهم مجيب لدعواتهم، قريب بعلمه وإحاطته وإستجابته سبحانه. قال تعالى ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾