تطوير المناهج التعليمية في الكويت ودور المنظمات الدولية في التطوير

تطوير المناهج التعليمية في الكويت ودور المنظمات الدولية في التطوير
تطوير المناهج التعليمية في الكويت ودور المنظمات الدولية في التطوير

مقدمة

بفضل التطور المتسارع الذي يعيشة العالم في الوقت الراهن، والكم الهائل من المعلومات الجديد في مختلف المجالات العلمية، فقد طرأت بعض التحديثات مؤخرا على عدد من المجالات العلمية من إضافة ونقض وتصحيح بعض المعلومات التي كانت موثقة ومتعارف عليها بين الدارسين في تلك المجالات.

فكان من الظروري العمل على تحديث وتطوير العملية التعليمية بالشكل الذي يتناسق مع التطور المستمر في مختلف المجالات العلمية، ويمثل تطوير المناهج الدراسية اهم خطوة في تطوير العملية التعليمية.

ويقصد بعملية التطوير على المناهج، إدخال بعض الإضافات والتعديلات على المحتوى التعليمي في تلك المناهج، بالشكل الذي يضمن مواكبة التطور العلمي، وتمكين الدراسين من مواجهة واستيعاب كافة المستجدات في مختلف المجالات العلمية.

وتعتبر عملية التطوير على المناهج التعليمية خطوة حساسة للغاية، حيث انه إلى جانب دراسة اهمية المستجدات في الجانب العلمي حيث يجب مراعاة العديد من الجوانب الأخرى كالـ الإجتماعية والإنسانية والثقافية والسياسية، وغيرها. حتى يكون المنهج الجديد ذو فائدة كبيرة وألا يعود بأي نتيجة قد تؤثر بشكل سلبي على المجتمع، فيجب اتخاذ إجراءات صحيحة وبشكل دقيق في هذه العملية.

بدايات التعليم في الكويت

تطور التعليم في دولة الكويت على عدد من المراحل، حيث كانت بدايات ظهوره بشكل بسيط ومحصور في فئات معينه من المجتمع، وكان الحصول على المصادر العلمية صعبة المنال حتى مرحلة تاليه تطور فيها المجال التعليمي بشكل أفضل مما سبق وساهم العديد من الباحثين والعلماء في ايصاله للناس بطرق أسهل بالرغم من انعدام الإمكانيات والموارد المتاحة في تلك الفترة، حتى عام 1911م تم افتتاح مدرسة المباركية وهي اول مدرسة في الكويت، ومن ثم تكاتفت الجهود خلال السنوات والعقود اللاحقه وتم افتتاح مدارس اخرى كالـ الأحمدية، والسعادة. حتى فترة لاحقة اصبحت الدولة هي المسؤولة بشكل مباشر عن التعليم وتم إنشاء ما سمي بـ مجلس المعارف وكان المسؤول عن الإدارة والإشراف على التعليم في الكويت، وساهم في بناء عدد من المدارس، وإصلاح وتوسعة المراكز التعليمية السابقه، إلى جانب وضع خطط تنموية وعدة دراسات في المجال التعليمي. وفي العام 1954م بدأ القائمون على المجال التعليمي بالنظر في وضع خطط جديدة تهدف إلى تطوير مناهج تعليمية وتنظيم السلم التعليمي بشكل أفضل من السابق.

العملية التعليمية في الكويت

دعت الحاجة لتطوير العملية التعليمية في الكويت لمواكبة التطور السريع لمختلف العلوم في شتى المجالات، والسعي لإيجاد حلول جذرية في المشاكل المتعلقة بالعملية التعليمية في الكويت، حيث عانى الجانب التعليمي في الوطن العربي بشكل عام من تدهور وتراجع كبير متعلق بالعديد من المسببات أدت إلى عدم الإعتراف به في بعض الدول الأجنبية. ووفقا للتقرير الذي أعده المعهد الدولي للتخطيط التربوي التابع لليونسكو سنة 2007م حول الفساد في التعليم، وقد اشار التقرير في أكثر من بند إلى ان العديد من المؤسسات التعليمية تظهر فيها قضايا الفساد الإداري والأكاديمي، وايضا تدني مستوى المعايير التعليمية.

وفي السنة التالية 2008م جاء في تقرير اصدره البنك الدولي حول إصلاح التعليم في الشرق الأوسط، والذي أكد فيه على انه بالرغم من الإصلاحات والجهود المبذولة في الجانب التنظيمي للعملية التعليمية والتي يحرز تقدما واضح، إلا انه لا تزال جودة التعليم في المنطقة في مستوى منخفض لا تستطيع مواكبة الإحتياجات في الجانب الإقتصادي، ولا تدعم تنمية المهارات التحليلة لدى الدارسين.

وفي العام 2015م أصدر المجلس الأعلى للتخطيط تقريره حول جودة التعليم في الكويت، حيث انه اشار إلى وجود ازمة حقيقة في المجال التعليمي، واشار التقرير إلى التراجع في جودة التعليم يتأثر بـ كفائة المعلم والإدارة المدرسية والمناهج الدراسية.

دور المنظمات الدولية في التعليم الكويتي

ساهمت العديد من المنظمات الدولية والإقليمية في العمل على تطوير العملية التعليمية في الكويت من خلال وضع العديد من البرامج والمشاريع التنموية في المجال التعليمي، كبرامج محو الأمية، وبرنامج التدريب التقني، وبرامج تأهيل المعلمين وغيرها من المشاريع التعاونية التي خدمت الجانب التعليمي.

ففي العقد الماضي تم الإتفاق بين الكويت والبنك الدولي في إطلاق برنامج لإصلاح التعليم في الكويت، من خلال إجراء دراسات تحليلة ووضع التقارير والعمل على العديد من الإجراءات التي ضمنت نمو وازدهار في المجال التعليمي من خلال إيجاد حلول للمشاكل المتعلقه بالمجال التعليمي في تلك الفتره.

وركز البرنامج المتكامل لإصلاح التعليم في الكويت على عدد من النقاط الجوهرية التي تؤثر بشكل مباشر في جودة التعليم، واهمها تطوير المناهج الدراسية، والتأهيل التربوي للكوادر التعليمية والإدارية، ومن ثم قام أكثر من مئة من الاخصائيين بوضع مناهج دراسيه كويتية تمثل القيم والهواجس الوطنية. واستمر العمل على اختبارها وتطويرها بشكل أفضل يخدم المجتمع والعلوم.

ومؤخرا كان لفوز دولة الكويت بعضوية مجلس مكتب التربية الدولي التابع للـ اليونسكو – منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم – دور كبير ساهم في العمل على تطوير المناهج التعليمية لمواكبة التطور العلمي والمناهج التعليمية العالمية، من خلال استقطاب الكوادر من جميع انحاء العالم.

حيث يمثل مكتب التربية الدولي، الجهة التربوية والتعليمية الرئيسية المتخصصة بالمحتوى التعليمي، ويهدف إلى وضع خطط استراتيجية تعليمية عبر تطوير المناهج الدراسية في الدول الأعضاء بـ اليونسكو. وساهمت ايضا المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم اليسكو في العمل على التطوير في العملية التعليمية بما يخدم المتطلبات الحالية للتنمية الإقتصادية ويخلق توازن مع العملية التعليمية في العالم.

اليسكو تعد إحدى منظمات جامعة الدول العربية ، تاسست عام 1970م، وتسعى لتعزيز الوحدة الفكرية والثقافية بين الدول العربية والنهوض الحضاري من المجالات التربوية والثقافية والعلوم.

ولكن البرامج التي تضعها تلك المنظمات الدولية لاتخدم بشكل مباشر المناهج التشريعية كالتربية الاسلامية، حيث انها تركز بشكل اساسي على مفهوم حقوق الإنسان وحقوق المرأة ومفهوم الحريات والديمقراطية بشكل مبالغ فيه بعيدا عن النظر في الجانب الشرعي الذي يمثل اساس تلك المناهج، حيث ارى ان تلك المناهج، لا تحتاج لعملية تطوير وتغيير في المحتوى التعليمي، كونها مناهج ثابته وليست مواد علمية تتأثر بالتطور العلمي والتكنولوجي.

المصادر

  1. التعليم الحكومي في الكويت مشكلاته وسبل الحل، الفصل الثاني والثالث – مركز البحوث والدراسات، مجلس الامة الكويتي (رابط)
  2. تطوير مناهج العلوم في الكويت، جوزه سلمان البغيلي – مقالة في جريدة الأنباء (رابط)
  3. تطوير المناهج في الكويت بين الأهمية والضرورة، مريم السهلي – مقال في جريدة حدث (رابط)
  4. عقد من التعاون المثمر بين الكويت والبنك الدولي في إصلاح التعليم – البنك الدولي (رابط)
  5. فوز الكويت بعضوية مجلس مكتب التربية الدولي – أخبار القبس (رابط)