نشأة وتطور البث الإذاعي

نشأة وتطور البث الإذاعي
نشأة وتطور البث الإذاعي

مقدمة

ظهرت وسائل الاتصال والإعلام منذ قرون بعيدة واستمرت بالتطور حتى وصلت إلى الشكل الذي نراه اليوم، حيث كانت تمثل بالإشارات البعيدة والأجراس في البداية ثم تطورت ليستخدموا الحمام الزاجل في مراسلاتهم او عبر إرسال الخطابات والرسائل بشكل تقليدي بين الدول والممالك المختلفة والتي كانت تستغرق اسابيع او أشهر لذلك، ونظراً لأهمية التواصل والإعلام فقد ركزت الصناعات والدراسات في البحث عن وسائل أحدث تمتاز بالسرعة والدقة، فبدأ يستخدم الورق والطباعة لتلك المهمة، وأطلق على وسائل الإعلام بـ السلطة الرابعة.

واشتهرت الطباعة في تلك العصور كـ أهم وسائل الاتصال والتي كان لها تأثير كبير في الانفتاح الثقافي ونمو الوعي لدى المجتمعات آنذاك، ومن ثم انتقلت وسائل الاتصال إلى مرحلة متقدمة، حيث ظهرت الإذاعة كوسيلة إعلامية مهمة تستخدم تكنولوجيا انتقال الموجات غير المرئية في الهواء، والتي جعلت لهذا الاكتشاف اهمية كبرى في حياة الإنسان.

ومن ثم استمرت بالتطور والاعتماد على التقنيات الحديثة مؤخرا، وظهرت وسائل أحدث وأكثر تطور من حيث السرعة والوضوح، هذا الأمر الذي يفسر الأهمية الكبرى لوسائل الإعلام في حياة الإنسان، وكان لظهور شبكة الإنترنت دور كبير جعل انتقال المعلومات في جميع انحاء العالم أكثر سهولة وبسرعة عالية وكان العالم قرية واحدة.

وفي هذا البحث نتطرق لإحدى وسائل الاتصال المشهورة، وهي المذياع حيث يمثل اول واهم وسيلة اعلامية مسموعة، ويتلخص دوره في التواصل الإعلامي المسموع مع الجمهور، وقد استخدم المذياع في نقل الاخبار والرؤى المختلفة التي ساهمت في التوعية الاجتماعية، كذلك في الترفيه والتعليم وغيرها، حيث امتازت وسيلة الاعلام هذه بالسرعة في الاتصال وسهولة الاستخدام ومع مرور الوقت فقد اصبحت الاشارة تغطي مساحات شاسعة ليقدم دوره بالشكل المطلوب.

مفهوم الإذاعة

تعد الإذاعة إحدى وسائل الاتصال الهامة، وتمثل من وسائل الإعلام المسموعة التي استخدمت في نقل الأخبار والمعلومات المختلفة بشكل سريع عبر موجات غير مرئية إلى العديد من المناطق حول العالم، حيث تعرف الإذاعة لغوياً بأنها الإشاعة اي نشر الخبر وإذاعته على نطاق واسع ليصل إلى أكبر عدد من الناس.

والإذاعة بالمفهوم البسيط هي مؤسسة إعلامية تختص ببث عدد من البرامج في مختلف المجالات، كـ الأخبار والتعليم والترفيه بشكل مسموع، بواسطة اجهزت البث الإذاعي التي تعمل على انتقال الأصوات عبر موجات تناظرية غير مرئية تنتشر في اللجوء.

وتمتلك الإذاعة اهمية كبرى، كونها موجهه لمجموعة كبيرة من افراد المجتمع، باختلاف مستواهم الثقافي والتعليمي والوعي الاجتماعي، من خلال البرامج الإذاعية العديدة والمختلفة التي تتلاءم مع متطلبات الجمهور وتلبي تطلعاتهم والرؤى المختلفة.

ظهور الإذاعة المسموعة

كما هو معروف ان ظهور اي اختراع كان من اجل حل مشكلة او يلبي احتياجات معينه، كذلك هو الحال عند اختراع المذياع، ففي البداية نجد ان الإذاعة اعتمد ظهورها على مجموعة من الاختراعات التي سبقتها كـ التلغراف، والهاتف، والكهرباء، واجهزة الارسال اللاسلكي قصيرة المدى. حيث ساهمت تلك الاختراعات بشكل اساسي في تكوين وبناء القواعد الاساسية لاختراع الإذاعة المسموعة.

ويعود ظهور الإذاعة المسموعة لآواخر القرن التاسع عشر 1890م بواسطة العالم الإيطالي ماركوني من خلال تجاربه في انتقال الموجات لاسلكياً ومحاولاته في زيادة نطاق الإرسال لمسافة ابعد من السابق، حتى نجح في تطوير جهازه الاول لإرسال واستقبال الإشارة لمسافة ميل واحد، واستمر في اجراء العديد من التجارب في التطوير على جهازه وتغطية مجال أكبر.

وحتى ذلك الحين، كانت الاذاعة غير مستخدمة بشكل واسع، وانما قيد الدراسات والتجارب العملية، حتى بداية القرن العشرين حين تم تطوير جهاز ارسال واستقبال الاشارات على نطاق كبير ليستخدم في الشؤون البحرية في ايرلاندا لمراقبة السفن القادمة عن طريق ارسال الرسائل للتعريف بها او ارسال اشارة الخطر والاستغاثة، وقد كانت الرسائل تنتقل على شكل اشارات رنين مشفرة، يتم ترجمتها والتعرف على محتواها.

بعد ذلك بدأ الاهتمام يكبر حول الإذاعة والتراسل اللاسلكي، وبفضل الابحاث العديدة والجهود المبذولة، تم اختراع اول جهاز لانتقال الصوت البشري بواسطة رينالد فندن، ومن ثم استمر العمل لتطوير هذا الاختراع، حيث ظهرت العديد من الاختراعات في مختلف المجالات، وكان العالم دي فورست أحد الباحثين الذين ساهموا في الثورة الكبرى في مجال الاتصالات، حيث قام باختراع ما أطلق عليه بالصمام المفرغ الذي مثل اساس الصناعات الإلكترونية، والذي ساهم بشكل اساسي في زيادة نطاق ارسال واستقبال الموجات الإذاعية.

وقد مثل العام 1920م أكبر انطلاقات الإذاعة رسمياً، حيث انشأت اول محطة إذاعية بواسطة الدكتور فرانك كونراد، حيث استخدمت في اذاعة الموسيقى والاخبار ونتائج المباريات واستخدامات اخرى، ذلك ما ساهم في جذب انتباه الجمهور وبدأت العديد من المنظمات والشركات في العمل الجاد لإنشاء محطات اخرى.

وفي نفس العام ظهرت اول محطة اذاعية في الولايات المتحدة الامريكية والتي أطلق عليها KDKA، التي افتتحت برامجها بـ إذاعة نتائج الانتخابات الأمريكية، ومن ثم بدأت بتقديم العديد من البرامج الرياضية والفن، والسياسة، والاخبار، وغيرها.

اكمل القراءة في المقال التالي الراديو الرقمي.