الدافعية في التعلم وأثرها في الإنجاز وكيفية تنمية الدافعية للتعلم

الدافعية في التعلم وأثرها في الإنجاز وكيفية تنمية الدافعية للتعلم
الدافعية وعلاقتها بالتعلم

الدافعية 

عادة ما يقوم اي شخص بشكل روتيني بالعديد من الانماط السلوكية التي تعبر اهداف ودوافع نفسية داخل الانسان، كالطالب حين يسعى في للتفوق والنجاح في دراسته فتراه يعمل جاهداً لتحقيق ما يآمل إليه.

ومن جانب اخر فإن العمل على تحليل تلك الانماط السلوكية قد يوضح الدوافع والأهداف الاساسية التي يسعى الشخص لتحقيقها، وماهي الا نتائج لعدة اسباب غالبا ما تكون اساس في قوى مختلفه تحركها وتزيد من نشاطها.

وتتمثل الدافعية على هيئة قوى داخلية، تؤدي إلى تحديد التوجهات السلوكية للفرد من اجل تحقيق الاهداف التي يسعى لها، وتحافظ الدافعية التي تتمثل في القوة الداخلية للفرد على الاستمرار في النمط السلوكي في ظل إستمرارية دافع الحاجة اليه.

وفي هذا البحث سنتطرق إلى العديد من النقاط التي تعطي صورة واضحة عن مفهوم الدافعية وعلاقتها بالتعليم، والتعرف على نظرياتها وخصائصها والعديد من الامثله التي توضح اهمية الدافعية في استمرارية العملية التعليمية واثرها على التعلم والمتعلم.

مفهوم الدافعية

عادة ما يستعمل مصطلح الدوافع في الاشارة الى ما يحرك الشخص ويوجهه في نشاطه، وبشكل عام فإن مفهوم الدافع يستخدم في تفسير ما يجول داخل الانسان بشكل مستمر بحيث من الصعب ملاحظته والاطلاع عليه بشكل مباشر، ولكن من الممكن معرفة ذلك واستنتاجه من خلال الاستدلال في النشاط والتوجه السلوكي للشخص، ولهذا فإن الدافع يمكن ان يتمثل في تحديد السلوك وتوجيهه.

ويرى العديد من علماء النفس والاجتماع إلى الدافعية، ما هي إلا توجه سلوكي يظهر في الجهود المبذوله للوصول إلى نتائج محدده او تحقيق اهداف معينه، ويعد جيونسون احد رواد تلك الروئية لمفهوم الدافعية.

وهناك اخرون كـ (جاج وبيرلنر) يروا ان الدافعية ماهي الا مفهوم يشير او يصف العوامل التي تنشط او تستحث الإنسان ومعرفة ما يوجه نشاطه.

ومن خلال النظر في مفهوم الدافعية فإنها تعني بالعوامل الدافعة للفرد والموجهه للسلوك الشخصي له من اجل تحقيق هدف معين، وهي القوة الداخلية المحركة للسلوك الفردي وتوجيهه نحو غاية منشودة في ظل وجود الحاجة والرغبة فيها، او من خلال الشعور بأهميتها من جانب مادي او معنوي بالنسبة للشخص نفسه.
وتنبع هذه الطاقة الدافعية للتوجه السلوكي للإنسان من خلال عوامل نفسية تتمثل في الإحتياجات الداخلية، الميول الشخصي، الإهتمامات وغيرها من المتغيرات الداخلية المحددة للتوجه السلوكي للإنسان، او ربما قد تستثار من عوامل اخرى مادية ونفسية مستمدة من الوسط المحيط بالانسان كـ الاشياء والممتلكات والموضوعات والأشخاص وغيرها ..

يمكن تعريف الدافعية على انها الطاقة او القوى الداخلية الكامنة في الإنسان والتي تقوم بإستثارته وتحفيزة للتوجه في سلوك شخصي معين يعبر عن الحالة النفسية التي يعيشها للوصول إلى الاهداف المحدده والمراد تحقيقها.

ويحدث ذلك من خلال العمل على تحديد الإستجابة السريعة والتي يستفاد منها في التكيف والإندماج مع البيئة الخارجية له وتحديد الاولويات في تقديم الاستجابة المفيدة على عدد من الإسجتابات الاخرى المحتلمة، للوصول إلى الغاية المنشودة او تحقيق اهداف معينة.

وتتمثل الدافعية في كونها إحدى المفاهيم النظرية المستخدمة في تفسير مواضيع المبادرة والتوجه والمثابرة المستمرة في السلوك الداخلي للإنسان المحدد في تحقيق هدف ما.

الدافعية في التعليم

ترتكز الدافعية على العديد من التجارب الشخصية ولو اخذنا مثال على مستوى الطالب فإننا نجد ان الدافعية تعود إلى الرغبة لدى الطلاب في مشاركتهم في الدروس والأنشطة التعليمية المختلفه، ويعود دور المعلم في العمل على تشجيع طلابه للمشاركة في الانشطة الدراسية بالفصل من خلال وسائل الدافعية للتعليم.

ويمكن تعريف الدافعية نحو التعليم كونها تمثل الحالة النفسية للمتعلم سواء الداخلية او الخارجية، وهي تلك التي تعمل على إستثارته وتحديد التوجهه السلوكي له، لتحقيق اهداف معينة، مع المحافظة على استمرارية التحرك الداخلي المستثار حتى الوصول للغاية المنشودة وتحقيق الاهداف المحدده.

ولهذا فإننا نجد ان الدافعية ماهي إلا محرك شعوري وامر حتمي لا بد منه، حيث انه لا يوجد اية توجه سلوكي دون دوافع محركة، وبالنسبة للمتعلم فإن الدافعية هي ما يوجه انتباهه وتساهم في استمرارية الخطى على سلوك معين من اجل تحقيق الغاية المطلوبة.

كما تساهم في زيادة الاهتمام والتحفيز للمتعلم وتوجيه النشاط والسلوك نحو تحقيق الاهداف الاساسية لديه، وتعمل على تقليص حالة التشتت والضياع التي تظهر عليه احيانا، وتعمل على تهيئته ذهنيا وجسديا في التعلم.

وتمثل الدافعية نحو المذاكرة مثال اساسي لمفهوم الدافعية للتعليم، كون المذاكرة تمثل العملية الاساسية التي تحقق اهداف الطالب في مسيرته التعليمية، فنجد ان المهام التي تحدد طرق الدراسة والمذاكرة وصياغتها في نماذج تعليمية تعرض على الطالب والاشراف على الإجراءات التي يمارسها الطلاب من مهام المعلم في الصف الدراسي.

 حيث يساهم الاشراف الدوري على العملية التعليمية في الصفوف الدراسية على ارتقاء وتطوير الطرق والاساليب المناسبة للمذاكرة، وتحفيز الطالب على تحقيق المراتب الاولى والتفوق الدراسي كونه الهدف الاساسي الذي يسعى لتحقيقه اغلب الطلاب والدارسين.

نظريات الدافعية

أولاً: النظرية الإرتباطية

تمثل هذه النظرية واحدة من اهم نظريات الدافعية، حيث انها تعود إلى تفسير مفهوم الدافعية في إطار نظريات التعليم، تلك المرتبطة بالتوجه السلوكي للإنسان، تلك التي المسماه بـ المثير والاستجابة، وقد تحدث في موضوع التعلم التجريبي العديد من العلماء والفلاسفة امثال ثورنيديك، حيث اشار إلى ان الفشل واعادة المحاولة تمثل خطوة اساسية في العملية التعليمية، والذي قام بشرح وتفسير هذا النموذج في قانون الأثر، حيث يرى ان التشبع من بعد الإستجابة يساعد بشكل اساسي في التعلم، اما في حالة الإنزعاج فقد يؤدي إلى ضعف مستوى الإستجابة. وهنا يمثل التعزيز عنصر اساسي في التعليم كما اوضح ذلك الفيلسوف سيكنر من خلال نظريته التي تشير إلى ان التعزيز الايجابي او السلبي يلعب دور بارز في تحديد السلوك المراد تعليمه.

ثانياً: النظرية المعرفية

وهذه النظرية الاخرى من اهم نظريات الدافعية وابرزها . حيث تشير تلك التفسيرات الإرتباطية للدافعية إلى ان النشاط السلوكي يمثل اهم العناصر او العمليات التي ساهمت في تحقيق الاهداف المحدده والمستقله عن السلوك نفسه، كون الدافعية الخارجية ماهي الا تلك الاستجابة للحصول على تعزيزات. وتشير التفسيرات المرتبطة بهذه النظرية المعرفية، بإفتراضها ان الإنسان صاحب ارادة كامله وعقل يمكنه من اتخاذ القرارات المختلفه في حياته اليوميه، مما يؤكد على مفاهيم مختلفه في النية والقصد والدوافع الداخلية.
ومن الدوافع التي تعتمد عليها النظرية المعرفية، مايلي:

  • الدافع لإنجاز النجاح
    وهي الدوافع المحركة للإنسان لإحداث نشاط معين بحماس مشتعل من اجل حيازة المزيد من الخبرات والمهارات المختلفه، وكذلك العمل على تجنب الوقوع في حفرة الفشل، ويعتمد معدل النجاح او الفشل على مدى قوة تلك الدوافع لدى الفرد. فعندما يكون الدافع للتعلم لدى الطالب كبير فإن من المؤكد حصولة على تعليم افضل واكثر.
  • دافعية احتمالية النجاح
    وفي هذه الدوافع يرى الطالب النجاح يمثل هدف اساسي وقيمة كبرى لديه، فإن ذلك ما يعزز في تحصيله العلمي لتحقيق النجاح الذي يسعى إليه، اما في حالة ان الطالب لا يرى في النجاح قيمة كبرى فإن ذلك سينعكس مباشرة على مستوى تحصيلة العلمي.

ثالثاً: النظرية الإنسانية

وهي احدى النظريات الاساسية الدافعية، وقد تأسست هذه النظرية على يد الفيلسوف والعالم التربوي ميسلو، وهذه النظرية قائمة على اساس شرح الدافعية كونها مرتبطة بشخصية الإنسان بشكل اساسي.

حيث ان هذه النظرية قامت بوضع عدد من الحاجيات المرتبطة بشخصية الانسان، وترتيبها بشكل هرمي بحيث كل منها يعتمد على ماسبقه، وهذه الحاجيات، كالتالي:

  1. الفيزولوجية، كـ الطعام والشراب
  2. الأمن، كــ السلام والأمن والطمأنينة وتجنب القلق والاضطراب
  3. الحب والانتماء، كـ إقامة العلاقات الوجدانية والعلاقات العاطفية
  4. إحترام الذات، كـ تحقيق ذات الإنسان وقيمته الشخصية في المجتمع
  5. تحقيق الذات، تمتع الفرد بصحة نفسية عالية
  6. المعرفة والفهم، من خلال الأنشطة الاستطلاعية والاستكشافية، والبحث عن مزيد من المعرفة.
  7. الحاجات الجمالية، الترتيب والاتساق والكمال والبعد عن الفوضى والعشوائية.

رابعاً: نظرية التحليل النفسي

تاسست هذه النظرية على يد العالم والفيلسوف الفرنسي فرويد، وتختلف عن ماسبقها من النظريات، كون هذه النظرية معتمده على مفاهيم متعلقه بالغريزة واللاشعور والكبت، في حالة التفسير والشرح للسلوكيات السوي والغير السوي.

آثار الدافعية على التعلم والمتعلم

للدافعية آثار على التعلم والمتعلم تظهر من خلال عدد من الأمور، كما يلي:

  1. استثارة اهتمامات الطلاب وتوجيه سلوكياتهم.
    من الظروري على المعلم العمل على استثارة انتباه الطلاب واهتماماتهم، من اجل التوجيه نحو الطريق السليم لإنجاز الأهداف المتعلقه بالتعليم والتفوق المراد تحقيقها. يتم ذلك عبر استخدام عدد من الوسائل المثيرة لفظيا وغير لفظي التي تعمل على التفاعل مع حواس الإنسان، مثل ان يقوم المعلم بطرح قصة وضرب الامثله، او من خلال الحديث عن اوضاع مختلفه، وطرح الأسئلة التي تتطلب تفكير عميق كل ذلك يجعل الطالب ينتبه ويركز في طرح المعلم اثناء الحصة.
  2. استثارة حاجيات الطلبة من اجل تحقيق النجاح.
    يعتبر الدافع للنجاح، دافع عام متواجد لكل الطلبه، ولكن قد تختلف نسبته من طالب لأخر، لذلك فمن الظروري على المعلم، مراعاة الفوارق الفردية لدى كل طالب من اجل ايجاد دافع قوي لدى جميع الطلبه بنسبة عالية، وذلك من خلال العمل على وضع العديد من الانشطة والتكاليف الدراسية المتناسبة مع مستوى الطالب ومستوى الدافعيه للتعليم والنجاح لدى الطالب.
  3. العمل على مساعدة الطلبه في صياغة اهدافهم والسعي لتحقيقها.
    يتوجب على المعلم العمل على مساعدة الطلبة في وضع وتحديد اهداف قريبة وبعيدة من الممكن تحقيقها وفقا للإمكانيات والقدرات المتوافرة لدى الطالب وكذلك مساعدتهم في تحقيق تلك الاهداف عبر العديد من الوسائل المساعدة.
  4. اعتماد برامج وآليات مناسبة تعزز الدافعية للتعليم لدى الطالب.
    يتم ذلك من خلال العمل على ايجاد برامج او وسائل مساعدة في تعزيز الدافعية التعليمية لدى الطالب، كالتعزيز المادي والمسابقات والأنشطة التعليمية المحفزة والسهله التي تعمل على تعزيز مشاركة الطلاب فيها.
  5. توفير البيئة المناسبة للتعليم.
    حيث يستوجب على المعلم والجهة المسؤولة من توفير البيئة المناسبة للتعليم، يمكن الطلاب من التركيز والمشاركة الفعالة، وازالة القلق والريب، لتحقيق الأهداف المتعلقه بالتعليم والنجاح لدى الطلاب.

المصادر

  • الدافعية في السلوك الإنساني - موقع مكتبتك (maktabtk.com) - رابط
  • إستراتيجيات التعلم والتعليم: نظريات، مبادئ، مفاهيم - يوسف لازم كماش - رابط
  • الدافعية : أهميتها ودورها في عملية التعلم، د جديدي عفيفة، جامعة البويرة
  • الدافعية ونظرياتها وأثرها في التعلم (bts-academy.com) - رابط
  • سيكولوجية التعلم والتعليم - د يوسف لازم كماش، دار الخليج - رابط