مفاتيح النجاح : واهمية النجاح في الرقي وتقديم رسالة الانسان في الحياة

مفاتيح النجاح : واهمية النجاح في الرقي وتقديم رسالة الانسان في الحياة
مفاتيح النجاح : واهمية النجاح في الرقي وتقديم رسالة الانسان في الحياة

المقدمة

كل إنسان في الحياة لديه الكثير من الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها وهذه الأهداف لابد لتحقيقها من ابراز للطاقات والمواهب التي يحملها الإنسان وبدون هذه المواهب يكون عمل الإنسان وسعيه في تحقيق الأهداف كمن يعمل لغيره فقط، فهذه الكوامن والطاقات هي من تدفع بالإنسان نحو التميز والإبداع في ميدان الحياة الرحب الذي جعله الله وأوجده لبني البشر من اجل التنافس والتميز .ومن أجل أن يتحقق للإنسان ما يريد فإنه لا بد له أن يسعى نحو طريق النجاح المنشود الذي من شأنه أن يساعده ويسهل له سبل الحياة في تحقيق الأهداف من خلال الجانب الذي يستطيع أن يبدع فيه ويتميز عن أقرانه في الحياة وحتى يصيغ لنفسه المستقبل المنشود.

الإنسان في الحياة يجب أن يسعى كي يحقق النجاح في طريقه أيا كان مجال الذي يعمل في عمله أو في دراسته حتى ينمو المجتمع ويرتقي ويسود السلام في كل المجتمع، وعندما يسأل أحدهم ويقول كيف يمكنني أن أحقق النجاح؟ فإن الإجابة تكون بأن يتبع عناصره ووسائله التي من شأنها أن توصله إلى غايته وأول هذه العناصر هي ثقة الإنسان بالله تعالى، ثم بثقته بما يحمل في جوهره من القدرات التي تساعده على تحقيق الهدف الذي يريد أن يصل إليه.

مفاهيم حول النجاح

النجاح في اللغة العربية يعرف بأنه في اللغة هي كلمة مأخوذة من الفعل الماضي " نجح" والتي تأتي بمعنى الإدراك أو المعرفة للغاية وتعني أيضا التوفيق.

ويعرف النجاح في الاصطلاح بشكل مختلف عما هو لدى الناس كمفهوم للنجاح فقد يعرف لدى بعضهم على أنه الطريق للسعي في أعمال البر والخير والصدقات، وبعضهم يعرفه على أنه ذلك التحصيل العالي للدخل المادي، أو أخذ الترقية للموظف في مكان العمل، وبعضهم يقول بأنه الحصول على مقدار معين من مكافأة مالية، ويعني النجاح بأنه هو ذلك الطريق الذي يسعى فيه المرء لكي يحقق هدفه ويصل إليه دون النظر إلى الصعوبات مهما واجهته تلك المصاعب والعقبات.

كما أن للنجاح العديد من التعاريف فقد ورد منها الكثير في الكتب والمقالات والدروس التربوية ومحاضرات التنمية البشرية منها أنه تلك القدرة الموجودة لدى الإنسان التي تساعده وتمنحه أن يستطيع استخدام ما يملك من القدرات والمواهب كي يتمكن من الوصول إلى الأهداف التي يريد أن يحققها.

فالنجاح هو أن تستطيع أن تحقق أحلامك المنشودة وأهدافك المرجوة وهو كذلك استغلالك للطاقات والمواهب بشكل أمثل وهو العلاقات الاجتماعية الطيبة، هو التعلم وأخذ الدروس من الماضي والاستفادة الكاملة منه، وهو أن يستطيع المرء أن يتغلب على جميع العادات السيئة.

النجاح في حياة الإنسان هو من أسمى وأغلى الأماني وأرقاها بلا شك، فمعنى أن تكون في الحياة ناجحا فإن ذلك يعني لك الكثير على كافة المستويات سواء على الصعيد الشخصي أو الصعيد الاجتماعي والنفسي.

النّجاح يحقق الإنسان ما الذي يريد أن يحققه وما الذي يوصله إلى هدفه ولكن يحتاج منه إلى مثابرة وبذل وعطاء، ومثل ما نرى في الثمار أنها تثمر أطيب الثمار بعد طول انتظار كذلك الإنسان الناجح سيحقق ثمار جهده ولكن بعد أن ينتظر ويصبر في عمله، فالنجاح لا بديل عنه وهو كنز ثمين لا يستطيع الفوز والوصول إليه إلا من كانت له قوة وإرادة صلبة وطموح عالي، والنجاح يستوجب منا أن نبذل لأجله الكثير والكثير والغالي والنفيس.

مفاتيح النجاح

النجاح هي كلمة شاملة لأكثر من معنى فليست محصورة في مفهوم محدد أو شكل ثابت وما يعرف بمفاتيح النجاح هي ليست في كهف أو مؤسسة فالنجاح يقوم على العديد من المفاتيح التي لا بد للإنسان أن يمسك بها ويتحلى بها في حياته وتكون هي معه في طريقه إلى النجاح، ومن يتخلى عنها يكون من الذين يحومون فقط حول النجاح ولا يمكنهم أن يصلوا إليه.

وقبل أن نتكلم عن مفاتيح النجاح يجب التأكيد على أن الإنسان هو نفسه الانسان مهما اختلف في الجنسية أو الثقافة، فهو يشترك في خمس حواس بالإضافة إلى وجود عوامل أخرى كالزمن، وقوة التفكير والمنطق، الطاقة، والشخص الناجح هو ذلك الإنسان الذي لديه القدرة على استخدام هذه الإمكانيات حتى يتمكن من خلالها من النجاح.

ومفاتيح النجاح كما يلي:

  1. الثّبات
    هو أن يكون لدى المرء الإصرار على الاستمرار في العمل وألا يدع لنفسه مجالا كي يستسلم بسهولة حتى وأن تعرض للكثير من الصعوبات أو العراقيل.
  2. المرونة
    وهي أن يكون للفرد القدرة أن يتكيف مع كافة المتغيرات التي تحدث في حياته وأن يكون له القدرة على أن يستجيب لها بسهولة ويسر.
  3. العقل المتفتح
    وهذا يعني أن يكون لدى الإنسان تقبل الرأي والرأي الآخر بسهولة وألا يكون ضد تقبل الأفكار، أو الانطباعات، والتصرفات الصادرة من الآخرين.
  4. الالتزام
    بحيث أنه يلزم نفسه على القيام بالأمر الذي يريده أو هو ضمن خططه دون تكاسل مع عدم السماح لعاطفة الإنسان بتغيير مساره عن تحقيق الهدف أو إنجاز العمل الذي بدأ فيه وأن تكون له الرغبة الكاملة كي يصل إلى المبتغى المراد تحقيقه.
  5. العاطفة
    أن تكون لديه رغبة نابعة من أعماق القلب حتى يكمل الأمر الذي يريده، بحيث يكون ناتج هذه العاطفة التفاني والانجاز برغبة في العمل مع وجود القوة والحماس حتى يمكنه إتمامه.
  6. الإيمان
    أن يكون لدى المرء الثقة الكاملة أولا بربه ثم تكون لديه ثقة بأنه يمكنه النجاح في العمل الذي هو فيه مع عدم وجود أية أدلة على أن الأمر بالضرورة سينجح.
  7. الشكر
    هو خلق يمكنه أن يولد المحبة، بحيث يعني لصاحبه المديونية للآخرين بعد أن يتم عملا ما لذا فإنه في تلك الحالة يلزمه شكره.

إن السعي من أجل الوصول إلى تحقيق النجاح يتطلب من المرء الكثير والكثير من العمل في الحياة، حتى أنه في بعض الأحيان يتطلب أن يقوم الإنسان ببعض التغييرات في الحياة ورفض مبدأ الروتين اليومي الذي يجري فيه، فطريقة تعامله مع الآخرين ربما تتغير بشكل بسيط نوعا ما، فهو يحتاج إلى مزيد من الجهد وترك الراحة والكسل، من المؤكد أنه سيواجه الكثير من المعوقات والعقبات في طريق الوصول إلى النجاح، ومن أجل أن يحقق أهدافه، وهذه العقبات هي الكسل والخوف واللامبالاة ويمكن أن يتغلب عليها كما يلي:

  • التغلّب على الكسل
    عن طريق تصور النّاتج عن العمل الذي سيقوم به الشخص، وتمييز المهام الرئيسية التي سيقوم بها في يومه، ومقاومة رغبات النفس والتصرف بعكس ما تُملي عليها
  • التّغّلب على اللامبالاة
    وذلك يتم بأن يحدد المرء وجهته التي يريد السير نحوها، فيجب عليه حيناها تحديد الأولويات وما هي الأهمية الكبرى لأي عمل من الأعلى إلى الأدنى، وكذلك يجب عليه أن يشغل عقله بالتفكير في العمل حتى تكون لديه نتائج إيجابية.
  • التّغلّب على الخوف
    ويتم ذلك من خلال تحديد الأهداف والغايات وكذلك تحديد الوسائل والطرق التي تساعد المرء على الوصول لتلك الأهداف، والعمل برغبة من أجل أن تتحقق.

أهمية النجاح

النجاح هو من أعظم الأشياء بل وأكثر الأحلام التي تبقى في مخيلة الإنسان وتراوده على الدوام، والنجاح شيء يسعى له كل الناس سواء الناجحين فعلا أو الفاشلين يسعى للنجاح، الطالب في مدرسته أو جامعته، والعامل في مصنعه، والموظّف في شركته، والمدير في إدارته، والمعلم في مدرسته، والعالم في مكان علمه وتدريسه، والطبيب في مستشفاه، والمهندس، والمحامي وغيرهم الكثير.

بدون وجود النجاح في الحياة لا معنى لهذه الحياة فهي ناقصة ولا قيمة لها. وبدون النجاح يصبح الجميع سواء فيتساوى الإنسان الذي حلمه النجاح مع الفاشلين والكسالى ومن لم يحققوا أي إنجاز في الحياة، ولهذا الأمر فقد أصبح النجاح شيئا ضروريا لا يمكن أن يستغنى عنه بشكل مطلق.

وتتمثل أهمية النجاح فيما يلي:

  • يطلب الله عزوجل من البشر أن يعمروا الأرض ويبنوا عليها الحضارات المزدهرة ولذلك يقول جل في علاه: (هو الذي أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها) وهذا الأمر الإلهي لا يمكن تحقيقه بدون جد وعمل فهو لا يتحقق إلا بوجود النجاح، وأن توضع الأهداف، وكذلك الخطط، والمعنى من ذلك أن يكون للإنسان رسالة سامية يسعى من أجل أن يحققها.
  • يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) نحن لا نصل إلى النجاح إلا عندما نتقن في عمل الأشياء وما نراه اليوم في العالم من التقدم والرقي والصناعات المتميزة إنما هو نتاج عمل متقن ولو لم يكن ذلك لانتهت الحياة في أول محطة لها.
  • النجاح هو رسالة الإنسان في الحياة، فنحن في هذه الحياة لم نخلق للحرب أو القتال فيما بيننا البين، خلقنا كي ننهض بأمتنا ونرفع من شأنها ونحقق ما نتطلع إليه من الرقي والتقدم والتكامل فيما بيننا.
  • النجاح هو من يساعد الانسان على الانتصار والفوز على كافة المشاعر السلبية التي تدمر الأحلام على كافة المستويات، فوجود النجاح يلغي تماما المشاعر السلبية وتحل مكانها المشاعر الإيجابية الأكثر انفتاحا فيتحمس المرء على العودة إلى العمل بكل جد وإخلاص ويصل إلى ما يطمح إليه.

الخاتمة

من خلال المقال نجد ان النجاح وهو المفهوم الأكثر انتشارا بين الناس لكنه يعتبر الأقل تطبيقا عند البعض، وهناك الكثير من الأسباب التي ربما تجعل المرء يتخلى عن النجاح منها أن المجتمع لديه قناعة بمحاربة من يحاول النجاح في حياته، وكذلك لوجود بعض العادات والتقاليد في كثير من المجتمعات التي تحرم المرء من الوصول إلى تحقيق أهدافه وأحلامه في الحياة، لكن تلك الأمور وغيرها ليست هي المسوغ للإنسان كي يترك السعي وراء أحلامه وتحقيق النجاح في حياته، فالناجح لابد له أن يتجاوز الصعاب وأن يسعى بكل ما أوتي من قوة تاركا وراءه كل المعوقات والمثبطات من أجل أن يصل إلى مبتغاه ، وهذا المقال ذكر مجموعة من المفاهيم العامة حول النجاح وتطرق أيضا إلى ذكر المعوقات وكذلك ما أهمية النجاح في حياة المرء وكيف يمكن للإنسان عبر اتباع الطرق الصحيحة أن يصل إلى الهدف الذي يريده.

المراجع

  • معهد التأسيس ، أسس النجاح 1 ، 2016 مكتبة نور الإلكترونية .
  • عبد الكريم بكار ، من أجل النجاح ، 2015
  • دانا جوردن ـ أسرار النجاح ، مكتبة جرير ، الامارات ،2010