اركان الايمان و اركان الاسلام و الفرق بينهما في العدد والشمول

اركان الايمان و اركان الاسلام و الفرق بينهما في العدد والشمول
اركان الايمان و اركان الاسلام و الفرق بينهما في العدد والشمول

مقدمة

لا تنهض المجتمعات إلا على ركائز اساسية تقوم عليها، ايضا اي شريعة او نظام فلا تقوم إلا على اركان واسس تبنى عليها احكام وانظمة فإذا اختل أحد تلك الركائز سقط كل ما بني عليه.

فالأركان يمكن تعريفها بأنها الدعائم والاسس التي يبنى عليها الانظمة والشرائع، فاذا اختل أحدها تداعت جميعها وكل ما بني عليها بالتهاون والسقوط.

وكذلك في الشريعة الإسلامية فإنها اسست على اركان اساسية لا يتم اسلام المرء إلا بها، ولأيمكن التهاون والتقصير بأحدها لكونه من الكبائر، وقد وضح رسول الله ﷺ ذلك في قوله

(بني الإسلام على خمسٍ، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان).

فإن رسول الله قد جمع الأركان التي يقوم عليها إسلام المرء وهي الشهادتان، والصلاة، والزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا. ولا يمكن اعتبار اي أحد مسلماً ما لم يؤمن بهذه الأركان ويعمل بها، فالتهاون بأحدها من الكبائر والعمل بها بيقين فرض واجب على كل مسلم ومسلمة.

بعد ذلك جاء الإسلام ليقر اركان اخرى، يرتقي بها المسلم لمرتبة الإيمان وهو التصديق بالله مع طمأنينة القلب والوثوق التام به سبحانه وتعالى.

والإيمان يعرف بأنه اليقين المطلق بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره، قال تعالى ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾

أركان الإسلام

الركن الأول: الشهادتان

وهما شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ﷺ، وهي تعد الشهادتان الركن الأول من اركان الإسلام، وهي المدخل لدين الله والأيمان بها ضرورة والعمل بها واجب.

الشهادتان تحمل فيها كل معاني الإيمان واليقين بالله وتوحيد الله وتنزيهه عن أي شريك فهو واحد أحد لا شريك له في الملك ومنفرد بالعبادة، هو القادر على كل شي وهو الاول قبل كل شي والاخر بعد كل شي لا إله إلا هو سبحانه وتعالى، وتعد الركن الأساسي الاول للإسلام فان اختل هذا الركن فلا اسلام للمرء دون توحيد الله وعدم الإشراك به بالعبادة اي من مخلوقاته.

ولا يقتصر معناها في توحيد الله فقط ولكن تشمل اليقين المطلق بكل ما انفرد به الله عز وجل، الإيمان بانه وحده المسيطر على جميع مجريات الامور في الحياة الدنيا حاضرة وغائبة، وانه الخالق الرازق الغني العظيم الجليل لا شريك له في الامر ولا في الملك ليس كمثله شي في الأرض ولا في السماء سبحانه وتعالى، وهذا يمثل الجزئية الاولى فقط من الركن الاول من اركان الاسلام.

اما الجزء الاخر من هذا الركن الاساسي لإسلام اي شخص هو الإيمان المطلق بأن سيدنا محمد ابن عبد الله – صلى الله عليه وسلّم – هو خاتم الانبياء والمرسلين بشيرا نذيرا لكافة الناس واليقين بانه نبي من عند الله تعالى مرسل إلى العالمين ليبلِغ رسالة الإسلام التي انزلها الله رحمة للكافة الناس، وهذا الجزء هو تكملة للسابق كشرط لدخول الإسلام، قال الحق عز وجل في محكم كتابه ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾

الركن الثاني: إقامة الصلاة

الصلاة هي الركن الثاني من اركان الإسلام وتعد العمود الاساسي للدين ولا يصح إسلام المرء إلا بإقامتها بالشكل الصحيح ايمانا وعملا، فهي من الواجبات الضرورية، واول اشكال العبادة التي امر الله بها والغاية من الخلق قال تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ فالتقصير بها معصية كبيرة وذنب عظيم وعم الإيمان بها خروج من الإسلام الصحيح الذي جاء به النبي محمد ﷺ ،وهي اول ما سيحاسب عليه العبد يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله)، فيجب على المسلم اداء هذه الفريضة الاساسية بالشكل الصحيح والهيئة التي امر بها النبي (صلوا كما رأيتموني اصلي)، فالله عز وجل فرض على المسلمين خمس صلوات باليوم والليلة يجيب اداءها دون اي تهاون ، واخرى مستحبة من قام بها زاده الله الأجر والثواب. وقد فرضت الصلاة في مكة قبل هجرة النبي محمد إلى المدينة المنورة في السنة الثانية قبل الهجرة، وذلك أثناء الإسراء والمعراج.

أكد الله تعالى على اهمية وضرورة اقامة الصلاة وأنها شرط اساسي لدخول الجنة في العديد من المواضع في القران الكريم كما جاء في قوله تعالى ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾ وقوله عز وجل ﴿وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾

وايضا في قوله عز وجل ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾

والعديد من الآيات التي أكد فيها ضرورة الصلاة والعمل بها، كذلك في الأحاديث العديدة التي تؤكد فرض الصلاة وفضلها وأثرها على حياة المسلمين في الدنيا والاخرة. من تلك الادلة ما جاء أن النبي ﷺ قال: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر).

الركن الثالث: إيتاء الزكاة

الزكاة هي الركن الثالث من اركان الإسلام الخمسة التي تمثل ركيزة لا يكتمل اسلام المرء الا بها، وتعرف في اللغة بمعنى: النماء والزيادة والبركة والمدح والثناء والصلاح وصفوة الشيء، اما اصطلاحا بأنها المال اللازم إنفاقه في مصارفه الثمانية وفق شروط مخصوصة، وهي حق معلوم من المال، مقدر بقدر معلوم، يجب على المسلم بشروط مخصوصة، في أشياء مخصوصة. قال تعالى ﴿ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ وقوله تعالى ﴿والذين هم للزكاة فاعلون﴾

وهي عبارة عن مال معلوم في أموال الأغنياء اقرها الخالق عز وجل حق للفقراء، تتجلى فيها حكمة إلهية عظيمة تظهر أسمي وازكى قواعد ونظم تسيير الحياة بما تحققه الزكاة من توازن ومساواة بين افراد المجتمع المسلم، ونظرا لأهميتها الكبيرة في حياة المجتمع المسلم فقد جعلها الله تعالى كشرط اساسي من شروط صحة إسلام العبد.

ومصارف الزكاة محددة في القران الكريم، قال تعالى ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾

  • الفقراء
  • المساكين
  • العاملون عليها
  • المؤلفة قلوبهم
  • فك الرقاب
  • الغارمون
  • في سبيل الله
  • ابن السبيل

الركن الرابع: صوم رمضان

صوم شهر رمضان من كل عام يعد آخر أركان الإسلام الخمسة، حيث ان الصيام فرض واجب واحد اشكال العبادات لله سبحانه وتعالى، مفروضة على كل المسلمين وفق شروط اساسية محددة في كتاب الله وسنة نبيه، وصيام رمضان من الأعمال التي اختصها الله تعالى لنفسه كما جاء في الحديث القدسي (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) بما فيه من دلالة واضحة على فضل هذه العبادة واجرها العظيم.

ويعرف الصيام بانه الإمساك عن المفطرات على وجه مخصوص، وشروط مخصوصة من طلوع الفجر الثاني، إلى غروب الشمس، بنية. وهو فرض واجب اكد عليه الله في كتابه الحكيم في قوله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَىٰ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ وفي قوله سبحانه وتعالى دلالة واضحة على وجوبه وضرورة اداء هذه العبادة بشكل عام، ثم جاءت آيات اخرى تفصل معنى الصوم بمواعيده وشروطه وفضله في قوله تعالى ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.

وهنالك العديد من الآيات التي تبين فضل الصيام وآدابه واثاره في حياة المسلمين، وايضا وضحت شروط وجوبة وحالات سقوط وجوبة عن المسلم. ورويت العديد من الأحاديث توضح الكثير عن هذه الفريضة العظيمة التي تحمل في طياتها حكمة إلهية جليلة تسير حياة المجتمع المسلم وفيها تطهير وتزكية للنفس والجسد.

الركن الخامس: حج البيت

وهذا الركن الرابع ويقصد به الحج عملاً ويقينا، اي انه يجب على كل مسلم ومسلمه وكشرط اساسي في دخول الإسلام واكتماله بالشكل الصحيح ان يؤمن العبد بأن فريضة الحج من الامور اللازمة واليقينية التي جاء بها الإسلام وان اداءها واجب عند الاستطاعة، فالحج يعد من الطاعات المحببة إلى الله عز وجل لدرجة انه جعله ركن اساسي من اركان الإسلام لعظمة هذه الفريضة عنده سبحانه وتعالى، فعند اداء مناسكها بالشكل الصحيح فإنها تنقى النفس من الخطايا والذنوب فيعود المسلم نقيا طاهرا كما ولدته امه.

قال تعالى ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾ [سورة الحج – الآية 37]

ويقصد به الذهاب إلى مدينة مكة قاصدا ملبيا في موسم محدد من كل عام، وللحج شعائر مخصصة تسمى مناسك الحج، وهو فريضة واجبة لمرة واحدة في العمر لكل بالغ قادر من المسلمين، والاستطاعة شرطها الأساسي كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام وهذا فيه تخفيفا وتسهيلا من عنده سبحانه وتعالى دليلا على عظيم رحمته.

وردت عن النبي محمد ﷺ العديد من الأحاديث التي تبين فضل الحج واهميته، ومنها ما جاء عن عبد الله ابن مسعود عن النبي ﷺ انه قال (تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة) [سنن الترمذي –الحج ومناسكه] وايضا ما جاء عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: أن رسول الله سئل أي العمل أفضل؟ فقال ( إيمان بالله ورسوله)  قيل: ثم ماذا؟ فقال (الجهاد قي سبيل الله) قيل: ثم ماذا؟ فقال (حج مبرور) [صحيح البخاري – فضل الحج]

وينقسم الحج من حيث النسك إلى ثلاثة اقسام وهي:

  1. حج التمتع
  2. حج القران
  3. حج الإفراد

مناسك الحج مرتبة وصفها الله في كتابه وروي عن النبي ﷺ العديد من الأحاديث مقسمه الى أركان، وواجبات، وسنن، وهي :

  • الإحرام
  • السعي
  • الوقوف بعرفة
  • الهدي والتحلل
  • رمي الجمرات في أيام التشريق
  • الطواف
  • يوم التروية
  • المبيت بمزدلفة ورمي جمرة العقبة
  • طواف الإفاضة
  • طواف الوداع وإتمام الحج

أركان الإيمان

الركن الأول: الإيمان بالله

هو التصديق بوجود الله تعالى ويمثل اليقين المطلق بذلك الذي لا يصاحبه شك، وبأنّه خالق كل شي ومالكه، وأنه الواحد الذي لا شريك له في العبادة، وهو عز وجل وحده متصف بالكمال، ومنزه عن كل نقص.

ويشمل الايمان بالله ارفعه جوانب هي : الإيمان بوجوده، والإيمان بوجوده، والإيمان بألوهيته، والإيمان بأسمائه وصفاته. قال تعالى ﴿سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾

الركن الثاني: الإيمان بالملائكة

وهو التصديق بوجود الملائكة، وأنها من مخلوقات الله خلقها الله من نور، وأمرهم بطاعته واتباع أوامره، فهم يسبحون الله ليلاً ونهاراً بدون فتور أو ملل، قال تعالى ﴿فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ﴾، وقال تعالى﴿يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ﴾.

والايمان بالملائكة يشمل الإيمان بوجودهم، الإيمان بأنهم عباد الله وبأسمائهم التي أطلقها الله عليهم في كتابه ومن علمنا منهم، والإيمان بما علمنا من صفاتهم وبما علمنا من أعمالهم.

الركن الثالث: الإيمان بالكتب السماوية

ويعني التصديق المطلق بالكتب السماوية التي أنزلها الله على رسله، والتصديق بأن كلها من عند الله، وأنها منزلة من عنده سبحانه لهداية الناس وهي منهج حياة الناس وتسيير امورهم في الدنيا وفلاح لهم في الأخرة، مثل القرآن، والتوراة، والإنجيل، والصحف.

قال تعالى ﴿ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ ۝ مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ﴾

وهذا الايمان يشمل تصديق ما صحّ من أخبارها، والعمل بأحكام ما لم يُنسخ منها، وبأنّ جميعها جاء لهداية الناس، والايمان بان الكتب السماوية جميعها تصدق بعضها البعض ولا تتناقض في احكامها وتشريعاتها الاساسية، واخيرا الإيمان التام بان الله حفظ القران من التحريف والتغيير قال تعالى ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾

الركن الرابع: الإيمان بالرسل

ويعني الإيمان برسل الله جميعا بأنهم مرسلين من عند الله لإبلاغ الناس وهدايتهم لدين الله، وانهم بشر ممن خلق اصطفاهم الله برسالته وفضلهم على كثير من خلقه، وايدهم بالمعجزات دليل على اصطفائهم وتصديقا لهم، وهم المكلفون بحمل الرسالة وتبليغها ونشرها.

وقد ذكر الله في القران الكريم خمسة وعشرين اسم من الانبياء والرسل عليهم أفضل الصلاة وازكى التسليم ويجب التصديق بهم وهم: آدم، نوح، إدريس، صالح، إبراهيم، هود، لوط، يونس، إسماعيل، إسحاق، يعقوب، يوسف، أيوب، شعيب، موسى، هارون، اليسع، ذو الكفل، داوود، زكريا، سليمان، إلياس، يحيى، عيسى، محمد ﷺ خاتم الأنبياء والمرسلين.

والايمان بالرسل هو التصديق التام بأن الله بعث في كل أمة رسولا منهم يدعوهم لتوحيد الله وعبادته، وهم جميعا صادقون ومنزهون وان الانبياء حق وصدق ومنهم من علمناهم عن طريق القران والسنه  وهنالك الكثير لم نعلم عنهم شيء ووجب علينا الإيمان بان الله انزل في كل امة وكل زمان رسول لهداية الناس ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ﴾

الركن الخامس: الإيمان باليوم الآخر

التصديق بقيام الساعة وفيها يحاسب كل أمرؤ بما قدم في حياته من خير وشر، وتنتهي فيه الحياة ويبعث من في القبور ولا يوم بعده فهو الاخر كما اخبرنا الله في كتابه، وقد اقسم به سبحانه وتعالى في محكم كتابه حين قال ﴿لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ وايضا هنالك الكثير من الآيات الدالة على صدق هذا اليوم، منها قوله تعالى ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ وقوله ﴿يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ﴾ والكثير من الأدلة القرآنية حول هذا اليوم.

ويشمل الايمان باليوم الاخر التصديق المطلق بما أخبرنا الله ورسوله عنه واحداث ذلك اليوم واهواله، والايمان بالبعث والنشور، وكذلك التصديق بما فيه من حساب وجزاء في الجنة وعقاب في النار، والتصديق بعلامات هذا اليوم المذكورة في القران والسنه.

الركن السادس: الإيمان بالقدر

وهو الركن الاخير من اركان الايمان والحديث حوله كبير وهنالك الكثير من المؤلفات والعلماء الذين درسوه وكتبوا عنه، والايمان به واجب ولكن يمكن اختصاره في تعريف موجز وهو التصديق بعلم الله في جميع الأمور التي حدثت وستحدث في زمانها ومكانها، وان ما سيحدث فهو قدر كتبه الله من عنده لحكمة منه سبحانه، ولكن يجب التركيز ان القدر ليس تسيير لحياة الناس وانما علم الله بجميع الامور، فالخالق وبحكمته قد وضع لكل انسان العديد من الخيارات في حياته ونحن من نختار والله يعلم بنتائج ذلك القرار فعنده العلم والخبرة التي ينفرد بها وحده.

الفرق بين الإسلام والإيمان

اركان الايمان هي أركان باطنة محلها القلب، اما أركان الإسلام فهي تقوم بها الجوارح وتظهر في سلوك العبد، واركان الاسلام هي اساس دخول الانسان في دين الله، فاذا اختل ركن منها فلا اسلام له، والتهاون بها من الكبائر والذنوب العظيمة، اما الايمان فهي مرتبه متقدمة من الاسلام والتصديق باركان الايمان واجب والتهاون بها معصية وذنب يجب التوبة والرجوع الى الله.

كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمن، فالإيمان مرتبه اعلى من الإسلام لا يصلها الا عباد الله المخلصون، وقد ذكر الله عباده المؤمنون في الكثير من الآيات ومالهم من نعيم وخير في الاخرة جزاء بما علموا وبتصديقهم المطلق بكل اركان الايمان.

قال تعالى ﴿ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُم﴾ وهذه الآية تبين ان الايمان محله القلب، ويعلم الله بصدقه في قلوب عباده.